ميديابارت: الصحافيون في غزة.. وجوه المجزرة الإسرائيلية
نشر موقع “ميديايارت” الفرنسي، قصص وصور 130 صحافيا قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي المستمر منذ عام على قطاع غزة، والتي وصفها بالمقبرة المفتوحة.
وكتب الموقع الفرنسي أنه في المقبرة المفتوحة التي أصبح عليها قطاع غزة، يرقد عشرات الصحافيين الذين قُتلوا أثناء تحدي الحصار الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023. ولا يُعرف عنهم سوى القليل، باستثناء عددهم وارتباطهم الذي لا يتزعزع بمهمتهم الإعلامية. فمن خلال الجمع بين أجزاء من الحياة، حاول “ميديابارت” إعادة بناء قصصهم، بحيث يتم تذكّرهم، ليس فقط بعددهم، ولكن أيضا بأسمائهم ووجوههم ومصيرهم.
لم يسبق أن كان الصراع مميتا إلى هذا الحد بالنسبة لمهنة إعداد التقارير. هذه الخسائر، وهي الأكبر بالنسبة للصحافيين في تاريخ الصراعات الحديثة، مذهلة للغاية لدرجة أنها تنتهي في نهاية المطاف بتجريد الموتى من إنسانيتهم من خلال تقليل عددهم إلى عدد يتم تحديثه باستمرار، يضيف “ميديابارت”.
لم يحدث قط أن مات هذا العدد الكبير من الصحافيين في مثل هذا الوقت القصير، لا خلال الحربين العالميتين، ولا أثناء الحروب في فيتنام، والبوسنة، والعراق، وأفغانستان، على سبيل المثال لا الحصر. وفي أوكرانيا، قُتل 17 صحافياً خلال العامين الماضيين، وفقاً للجنة حماية الصحافيين.
وحتى الآن، لم يتمكن سوى عدد قليل من الصحافيين الأجانب من الدخول لفترة وجيزة، برفقة الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر عليهم بإحكام، يُشير “ميديابارت”، موضحا أنها مهمة أصبحت صعبة بسبب حجم الكارثة الإنسانية في غزة والحصار الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل، التي توصف بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي مع ذلك تحظر الوصول إلى القطاع لوسائل الإعلام الدولية.
فالصحافيون الوحيدون الذين تمكنوا من توثيق ما يحدث في غزة منذ 7 أكتوبر هم الفلسطينيون. فهم يعملون في ظروف مروعة تحت القنابل والحصار الكامل، خائفين على حياتهم وحياة أحبائهم. بالنسبة لهم، الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي السلاح الأخير لتنبيه العالم إلى المجزرة المستمرة وكسر اللامبالاة. ولهذا السبب يطمح الكثير من الشباب الفلسطينيين إلى أن يصبحوا صحافيين، لجذب انتباه العالم إلى محنة شعبهم، يتابع “ميديايارت”.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أنه باستثناء وائل الدحدوح، الصحافي الشهير بقناة الجزيرة ومدير مكتبها الذي علم على الهواء مباشرة بوفاة زوجته واثنين من أبنائه، والذي هزت قصته العالم أجمع. وأيضا المصور الصحافي مع 18 مليون مشترك في حساباته على مواقع التواصل، معتز عزايزة، لم يتمكن سوى عدد قليل من الصحافيين من الخروج من قطاع غزة. ولا يزال ثمانية مراسلين من مكتب وكالة فرانس برس في غزة، الذي دمرته إحدى الغارات في بداية الحرب، وهم عالقون مع عائلاتهم، حيث استخدمت إسرائيل دائما حق النقض ضد خروجهم.
كما أصبحت إسرائيل للمرة الأولى من بين الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين حول العالم، مع وجود 17 صحافيا خلف القضبان اعتبارا من 1 ديسمبر 2023، وفقا لتعداد السجون الذي تجريه لجنة حماية الصحافيين والذي يوثق الاعتقالات منذ عام 1992، حيث باتت الدولة العبرية الآن سادس أكبر سجن للصحافيين، مرتبطة بإيران. وحفار قبر الصحافة في غزة.