دماء السوريين تلاحق حزب الله … سامي الزعبي

 

 

عندما أرسل حسن نصر الله جيشه لقتل المسلمين السنة في سورية، خضوعاً لأوامر إيران وبشار الأسد، وصل عدد من جنوده إلى مدنية داعل في جنوب البلاد. وقد روى بعض الثوار هناك ما فعله إرهابيو الحزب ببعض شباب المدينة. إذ جمعوا عدداً من الفتية وسألوهم إن كانوا يرون الحسين رضي الله عنه. وأجاب أولئك بأنهم لا يرونه، فرد إرهابيو الحزب، بأن المُبصر من السنة لا يمكن أن يرى الحسين إلا أن تعمى عيونه، فتزداد بصيرته، ويتمكن عندها من رؤية الحسين، وعليه فقد قام الجنود بإدخال حقنة في مآقي الفتية وسَمَلوا عيونهم، ثم قتلوهم.

هذه حادثة واحدة من مئات القصص التي تتجاوز في بشاعتها أفعال النازية بدرجات. قصص تتحدث عن  اغتصاب النساء في المساجد، وقطع رؤوس الأطفال، وحفر اسم الحسين على جبهات السوريين بالموس العسكري. وقتل الأبناء أمام أمهاتهم. ناهيك عن احتلال المساجد، وإجبار الناس على “حي على خير العمل”. زد كلَّ الفظائع التي ارتكبها مقاتلو الحزب في الغوطة. ومن ينسى قول حسن نصر الله نفسه، موجها الكلام لجنوده: لن تسبى زينب مرتين، وقوله: لو احتاج الامر لذهبت أنا بنفسي وكل مجاهدي الحزب لسورية لقتال التكفيريين المجرمين هناك.

اليوم تقوم إسرائيل بقتل فؤاد شكر أحد أكبر إرهابيي التنظيم والذي أوغل في دماء السوريين، ويقوم الصهاينة بتفجير أجهزة النداء بأعضاء الحزب، فيفقد مئاتٌ من عناصره عيونَهم، ثم تُلحق ذلك باغتيال إبراهيم عقيل، الذي لا يقل شراسة عن سابقه، ثم تحلق بالجميع فرقةً من قيادة الرضوان على رأسهم سفاح مضايا حسين علي غندور.

ماذا يفعل السوريون؟ هل يحق لهم أن يفرحوا بذلك؟ بالأحرى هل يحق لهم أن يشمتوا بحزب الله؟

دون الخوض بقومية السوريين ومحبتهم للعرب جميعاً، فإننا لن نجد سورياً يحب إسرائيل أو يدافع عنها، ولكننا اليوم نقدر تماماً، أن معظمهم، إن لم نقل كلهم، قد فرحوا أشد الفرح بما تعرض له إرهابيو الحزب على يد الصهاينة، مع التأكيد مرة أخرى على كره الشعب السوري لإسرائيل دون أدنى مناقشة في المسألة.

يؤسفنا أن حزب الله الذي يدعي العروبة والإسلام، هو الذي أوصل الشعب السوري إلى هذه الدرجة من الحقد عليه، وتمني الهلاك لقائده ولجميع عناصره.

هل يذكر حسن نصر الله ما فعل جنوده في ريف دمشق أو في حمص أو حلب، من مجازر لم تحدث في تاريخ البشرية، وذلك دون ذنب من السوريين، فهم على أية حال لم يختلفوا مع حزب الله يوماً ولم يحاربوه، بل جاءهم حسن نصر الله إلى بيوتهم ليقطع أجسادهم، وينتهك أعراضهم. لم تكن القصير عدواً للشيعة يوماً ولا لحزب الله، ولم تكن كذلك مضايا ولا حلب ولا غيرها. فأي ضمير ذلك الذي سمح لنصر الله أن يفعل ما فعله في بلاد إسلامية، ما ارتكب أهلها ذنباً إلا أن طالبوا برفع الظلم عنهم.

هل يخطر في بال حسن أن دماء السوريين تلاحقه على وجه الحقيقة لا المجاز، وأنه دفع ويدفع وسيدفع جزاء ما ارتكبت يداه من جرائم بحق شعب، لم يحارب ذلك التنظيم ولم يؤذيه في شيء. للحق، أنا شامت ومستمر في الشماتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى