ثلاثة أجيال تحت جسر الرئيس.. عمل روائي يؤرخ للثورة السورية

 

من أرشيف يحوي مقابلات شفوية وشهادات على ما حدث في سوريا منذ عام 2011، اجتمع 7 كتّابٍ هم: فوز الفارس وراما الحاج علي وهدى الجوادي ورافي ميناس وملاذ الزعبي ووائل ريحاني وجابر بكر، لكتابة مشروع رواية مشتركة تحمل اسم “ثلاثة أجيال تحت جسر الرئيس”. والعمل من فكرة وإشراف الكاتب السوري جورج كدر.

الانطلاق من الأرشيف

كانت فكرة كدر تقوم على عدم ضياع تفاصيل ما حدث للسوريين إبان وعقب الثورة السورية، وتوثيق الأحداث وتجسيدها من شهادات حقيقية لشخصيات من لحم ودم، لتقدم سردية الإنسان السوري العادي في مواجهة سرديات المعارضة والنظام وتقديمها في قالب روائي بعيدا عن قوالب الدراسات النمطية والمتشابهة الغالبة على الأعمال التوثيقية لمنظمات المجتمع المدني، سيما أن العمل الأدبي الإبداعي هو الأقدر على ملامسة مشاعر القراء والأكثر ديمومة عبر الزمن.

جورج كدر
جورج كدر استمع لعدد كبير من الشهادات (نحو 400 شهادة) واتّفق على أن يكون الكُتّاب من فئة الشباب (الجزيرة)

ولأن كل الأحداث من رحم الواقع فقد أُدرج في بداية العمل عبارة تقول إن “هذه رواية واقعية وأي تطابق لها الخيال محض صدفة” إشارة إلى أن ما حدث للسوريين ولسوريا يفوق الوصف والخيال، إضافة للفقرة التالية التي تشرح عن أبطاله “مسارات أبطال الرواية التقت مع مسارات كتّاب روايتهم، ليصبح الكاتب وبطله جزءا من الحدث الروائي. وإن كان لكل بطل مساره الخاص، إلا أنه سيشكل في النهاية قطعة في فسيفساء مشهد عام غلبت عليه روايات الفقد والاعتقال والشتات، وأمل خلاص لا يبدو قريباً، لكنه ليس مستحيل المقال”.

وأدار كدر المشروع من خلال “منظمة دولتي” وبحسب مديرة المنظمة رولا بغدادي، فقد استمع كدر لعدد كبير من الشهادات (نحو 400 شهادة) واتّفق على أن يكون الكُتّاب من فئة الشباب. وتم اختيارهم من قبل لجنة في “دولتي” بمشاركة كدر، بناء على أعمالهم الأدبية السابقة. وتقول بغدادي بهذا الصدد “كان هدفنا أن يكون العمل فرصة للمبدعين الشباب والشابات السوريين، الذين لديهم قصتهم وسرديتهم الخاصة بالحدث السوري، والتي عبروا عنها بعدة طرق عندما كتبوا الرواية”. واستمع فريق الكتّاب للشهادات وكتبوا ما استوحوه من الأرشيف.

وتمثّل دور كدر -وفقا لبغدادي- في “ترتيب ما كُتب ضمن إطار رواية واحدة، إذ تركزت القصص حول قضايا اللجوء والاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان وفي القصة الأخيرة -التي تحمل عنوان الرواية- اجتمع أبطال العمل تحت جسر الرئيس بالمشهد الصادم في أبريل/نيسان 2022 عندما صدر عفو عام وذهب أهالي الضحايا لينتظروا إطلاق أبنائهم مفترشين الأرض لعدة أيام قبل أن يعلم الجميع أن العفو لم يشمل إلا عددا قليلا جداً من المعتقلين أو المخفيين قسراً، لا كما سوق له أنه عفو شامل وسيطلق على إثره أعداد كبيرة من السوريين”.

وتأتي أهمية هذا العمل المشترك -بحسب بغدادي- من “أهمية توثيق سردية الفئات المهمشة، ضمن صراعٍ درجةُ الاستقطاب فيه عالية، وأطراف الصراع فيه يمارسون تغولا على السرديات العامة، وبالتالي تختفي سرديات الفرد، الذي يقدم نفسه بسرديته كممثل لسرديات الأفراد في منطقته أو الذين تحت سيطرته” وتتابع بغدادي “من هنا تشكل الأعمال الفنية والأدبية واحدة من أفضل الحوامل لسرديات هؤلاء الأشخاص ولإمكانية وصولها وإمكانية كسر السرديات السائدة”.

الاختيار

تقدم لمشروع الرواية الجماعية أكثر من 70 كاتبا وكاتبة وصحفيا وصحفية، وتم انتقاء 20 اسما منهم وفق نماذج أعمالهم السابقة وملاءمتها للفكرة، وبعدها أجريت لقاءات معهم اعتمد خلالها سبعة منهم وجد فيها المشرف على العمل مسارات تتقاطع إلى حد ما مع أبطال قصصهم.

وكان من بينهم الفارس وهي روائية وتحمل شهادة ماجستير في اللغة العربية وآدابها وتحديدا النقد الروائي، والتي تردّدت بخصوص المشاركة في البداية وخصوصا ضمن عمل يتحدث عن الثورة السورية -كما تقول- إلا أن ما دفعها للمشاركة هو استماعها لإحدى الشخصيات وما لمسته من تقاطع في قصتها الشخصية معها، فـ”الكتابة عن أشياء أو أحداث عشناها واختبرناها سيكون أكثر مصداقية فيما لو كتبنا عن أشياء سمعنا بها أو تخيلناها” مضيفة أن “الرواية بالأصل مبنية على شهادات حقيقية وواقع عاشه معظم السوريين تتشابه تفاصيله إلى حد بعيد.. “هل تستطيعون مثلًا تخيّل سورية تنزع ابنها من حضنها وتدفع به إلى حضن البحر الذي طالما سمعت عن غدره بأرواح عقدت الآمال عليه، فخذلها؟ هل تتخيلون أنها راهنت بمصير ابنها وهي تعلم أنّها كمن يقدم فلذة كبده قربانًا أو كبش فداء لنجاة عائلة بأكملها من مجهول إلى مجهول آخر تتوسّم أن يكون أفضل من الجحيم الذي تحياه في المكان الذي نزحت إليه؟”.

_فوز الفارس
الروائية السورية فوز الفارس دفعها استماعها لإحدى الشخصيات للمشاركة لما لمسته من تقاطع في قصتها الشخصية (الجزيرة)

فرصة تطوير المهارات

شهادات أرشيف “دولتي” كانت أيضا الدافع الذي حفّز الكاتب ميناس للمشاركة بهذا العمل الذي اعتبره فرصة لتطوير المهارات، إضافة لإيمانه بـ”ضرورة توثيق وأرشفة الثورة السورية بكل الوسائل والأشكال الفنية بصفتها جزءا من العمل الثوري”. ويرى ميناس أن “علاقة عميقة” نشأت في هذا العمل “بين الكاتب/ة وبين الشخصية شئنا أم أبينا” ويضرب مثلا على ذلك بشخصية راعي الغنم التي شعر ميناس بارتباط شديد مع البطل من حيث الوحدة التي يعيشها في صحرائه، والتي تشبه نوعاً ما الوحدة التي عاشها هو ككاتب لسنوات خلال انتقاله لكندا، وخسارة أحلامه والتحولات الكبيرة في حياته، ويقول “ارتباطي مع مازن (راعي الغنم) كان عاطفياً ووجدانياً، وهذا ما جعلني أكتب هذا الفصل بلغة شعرية إلى حد ما، وقمت بإضافة حادثة حصلت معي شخصياً، وجعلتها حادثة عاشها مازن ورواها على لسانه”.

ويوضح ميناس عمله على بناء روايته بقوله إن خيال الراوي يعمل نفسه في الشخصيات والأحداث الحقيقية في الأصل، وإن هذه الرواية ما هي إلا “مزيج بين شخص روى الحكاية وشخص آخر أعاد روايتها وأضاف عليها شهادته، وروايته وخياله وأسلوبه. ليس هذا فحسب، بل تم نسج كل هذه الخيوط في رواية واحدة”.

_رافي ميناس
الكاتب رافي ميناس: خيال الراوي يعمل نفسه في الشخصيات والأحداث الحقيقية في الأصل (الجزيرة)

تحديات الكتابة الجماعية

لم يكن لهذا العمل أن يرى النور لولا تكاتف كل من الكُتّاب ومنظمة “دولتي” وصاحب الفكرة الكاتب كدر الذي أجرى لقاءات فردية متعددة مع كتاب الرواية وأدار ورشة عمل جمعت عددا من الروائيين السوريين وكتاب الرواية، وكان الرابط وصلة الوصل بين جميع روائييها وأبطالها، متابعا مخاض العمل منذ البذرة الأولى وهو يعي تماما أن لكل كاتب وكاتبة شارك في الرواية قصة شخصية تتداخل مع قصص الشخصيات الموجودة بالأرشيف، وأن كلّا منهم سيستعيد ألما ذاتيا وسيكتب من وحيه.. وكانت كل الخيوط إذن جاهزة ولم يكن أمامهم سوى بدء النسيج.

ولكن عملية الكتابة الجماعية لم تكن بالأمر السهل على المشاركين، وخصوصا فيما يتعلق بأسلوب الراوي وربط الأحداث وإبراز الرابط بينها.

وفي سؤال الجزيرة نت عن الصعوبات التي واجهت تنفيذ هذا العمل رغم الخشية من ذوبان رؤية الراوي الواحد بالروايات المتعددة، يقول ميناس إن “المميز في الكتابة الجماعية هو استخدام أساليب وتقنيات سردية مختلفة، حتى التعاطي مع الفكرة والنص يكون مختلفاً، حيث للارتجال مساحة كبيرة في ورشة العمل، ونرى عملية بناء من جهة وهدم من جهة أخرى للوصول إلى صيغة مشتركة، هي أيضاً أشبه بعملية بناء لوحة بازل.

وإضافة إلى كسر الأنا المنفردة عند الكاتب أو الكاتبة، وهذا ليس بالأمر العادي عند “أهل الكار” وتطرق ميناس إلى فكرة الارتباط الكبير بين الكتابة والموسيقى من حيث مفهوم الزمن والشدّة والإيقاع والتناغم مقارنا بين هذين الشكلين الفنيين، ويتابع: في الكتابة العادية المنفردة، فإن ضبط وتحقيق التوازن الموسيقي في النص ليس بالأمر السهل، لكن يعود عاتقه على الكاتب أو الكاتبة بالكامل.

وفي تجربتنا هذه، كنّا أشبه بالأوركسترا، كل كاتب عزف على الحكاية (الشهادة أو الشهادات) بأسلوبه ومهارته، لكننا جميعنا اتّبعنا إيقاعاً واحداً والمايسترو أوجد التناغم الخاص بيننا، بين كل فصل وكل أسلوب. ويؤكد أن “المايسترو” ويقصد به “كدر” تمكن ببراعة من ضبط الأوركسترا لتبدو إيقاعا واحدا مع تعدد العازفين (الكُتّاب).

ومن ناحية أخرى اجتماعية، يرى ميناس أن هذه الرواية كسرت حواجز اجتماعية بين الكاتب وصاحب الشهادة.. فـ”عملية الذوبان أو لنقل المزج بين تجربة الراوي والشهادة، هي إنجاز بطريقة ما، لكسر هذه الطبقية الثقافية وتطبيق عملي لمفهوم وحدة الوجع السوري. فاليوم، مهمتي ككاتب سوري، الكتابة عن القضية السورية كفرد منها فاعل ومُتأثِر ومُؤثّر. فلا يجوز لي أن أكتفي بالقول: الثورة السورية، أو اللاجئين السوريين، قبل أن أقول أنا أيضاً كنت لاجئاً وثائراً..”.

وأما الفارس فتؤكد أن العمل المنفرد يكون أكثر سهولة وانسيابية، في حين أن العمل الجماعي يخضع لضوابط وقيود.. فـ”ليس سهلًا على المبدع أن يؤطّر داخل نظام معين وينتظم في فريق” إلا أن ما ساهم في إنجاز الرواية كان بسبب “تكوين علاقات طيبة فيما بيننا وتشاركنا الهموم والأفكار والمقترحات والحماس والرغبة في إنجاز العمل”.

قائد الأوركسترا

وإن كان عالم الرواية يتميز بفردانيته وأنانيته الشديدة، كما يقول الكاتب كدر “إلا أننا تحدينا هذا السائد، فالشهير في عالم الرواية إجمالا شرقا وغربا أن هناك عددا منها كتبها روائيون، منها في عالمنا العربي على سبيل المثال رواية “عالم بلا خرائط” للكاتبين عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا، وهي تجربة تعرضت لكثير من الانتقادات، أما أن يشارك 8 كتاب في كتابة رواية واحدة كما حصل في روايتنا فأعتقد أنها من المرات النادرة كي لا أجزم بأنها الأولى من نوعها”.

ويضيف كدر أن هناك فكرة سائدة يتندر بها حتى السوريون على أنفسهم وهي أنهم شعوب فردية فاشلة في العمل الجماعي، وهي في حقيقة الأمر سمة تميز الشعوب العربية عامة وبشكل أدق تلك الدول المبتلاة بالحاكم الفرد الدكتاتور، لا تلك المحكومة بقوة القانون “لذلك حاولنا في عملنا هذا أن نتحدى هذه الفكرة ونقتحم عالم الرواية بكل فردانيته وأنانيته، وقد أدى كتابنا مهمتهم بأعلى قدر من الاحترافية وسعة الصدر على كل ملاحظاتنا، حتى أن أحد الكتّاب ألغى تماما روايته الأولى التي استغرق في كتابتها قرابة الشهر وأعاد كتابتها من جديد”.

وفي سؤال للجزيرة نت عن الحبكة الرواية لهذا العمل التي تتحدث عن أبطال لكل منهم سرديتهم المستقلة ثم يجتمعون في النهاية تحت جسر الرئيس بالعاصمة دمشق، يقول كدر “إن العمل يتضمن في حقيقة الأمر 9 روايات يمكن النظر إليها بصفة مستقلة ويمكن اعتبارها فصولا ومسارات لأبطال متعددين في رواية واحدة تماما كما يحدث في حياتنا الواقعية، وتمثلت طريقة تحقيق ذلك روائيا في جمع هؤلاء الأبطال في مكان له رمزيته الكبيرة في الحدث السوري تحت جسر الرئيس وهو مشهد استحضرناه من مشهد حقيقي لحشد بشري عفوي حدث في أبريل/نيسان 2022”.

ويضيف كدر هذا الحشد الذي يشبه يوم القيامة جسدته ذروة الحبكات في العديد من الأعمال الروائية منها على سبيل المثال رواية “العطر” للكاتب الألماني باتريك زوسكيند أو رواية “المئذنة البيضاء” للكاتب السوري يعرب العيسى وغيرهما، أما تجسيده في روايتنا فكان بناء على حدث واقعي حصل بشكل عفوي ولكنه كان حدثا مهيبا يظهر حجم الألم والقهر المختزنين في قلوب السوريين فخرجوا زرافات يبحثون عن أحبائهم الذي غيبهم النظام في سجونه ولم يخترعه خيال الروائي.

فصول الرواية

تبدأ الرواية عبر صفحاتها الـ400، بمقدمة كدر بعنوان “مقدمة لحرب ليست أهلية” ثم تتوالى أحداثها بفصلين للكاتبة الفارس بعنوان “حروب صغيرة” يتحدث عن الحروب التي اشتعلت داخل الأسر السورية بعد الثورة والتي أدت لتمزقها من خلال صراع بين زوجة وزوجها التي امتدت لأسرتهما بين موالاة ومعارضة، وفصل “عدسة الروح” وفصلين للكاتب ميناس بعنوان “راعي المعز” عن شاب جامعي ترك دراسته للغة العربية واعتزل الناس ليعمل راعي غنم في مزرعة أبيه، و”برجه العاجي” عن دور المثقف في الثورة السورية من خلال شهادة أستاذ يروي الأحداث المهولة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفصل الكاتب ملاذ الزعبي بعنوان “الشيخ دولار” عن شهادة كشفت حجم متاجرة بعض المجموعات المسلحة في الثورة بتقديم خدماتهم لمخابرات دول أخرى.

ثم الفصل بعنوان “صلاة لم تكتمل” للكاتب وائل ريحاني عن معاناة شاب من مدينة حمص في رحلة نزوحه من منزله في باب السباع ثم حي الوعر الشهير وكيف أضاع قبر أمه في جبال القلمون بعد سجنه وتعذيبه في سجون نظام الأسد، وآخر بعنوان “مُقلة عين” للكاتبة راما حاج علي التي تروي شهادة طفل ترك دراسته ليصبح قناصا في مجموعة مسلحة همه الثأر لأمه التي قتلت أمامه بقذيفة فقأت عينها وقتلتها، ولا يعير الثورة السورية أي أهمية، وفصل “الناجي الأخير” للكاتبة الجوادي عن شهادة صادمة لأحد الناجين من مجزرة التضامن، وتختم الرواية بفصل حمل عنوان الرواية وهو “ثلاثة أجيال تحت جسر الرئيس” للكاتب جابر بكر، يحمل فيه أبطال الرواية الذين يشتركون في آلمهم وحلمهم بالحرية والكرامة وبحثهم عن أحبائهم المفقودين أو المعتقلين خلال سنوات الصراع علهم يجدونهم، ويفتح هذا الحدث بابا لنتعرف على شهادات صادمة لضحايا الحرب السورية.

ويقدم الصحفي والكاتب رزق العبي رأيه في الرواية التي اطلع عليها مؤخرا وعنها يقول إن “اشتراك أكثر من اثنين في كتابة نصّ أو رواية ليس جديداً فقد بدأ ذلك عام 1936 حيث اشترك طه حسين وتوفيق الحكيم في تأليف رواية (القصر المسحور). وبعده عدد آخر من الكتّاب، حتى يومنا هذا. وقد جاء هذا العمل، بحسب العبي، في وقت “عزّ فيه التقاء السوريين وسط التفرق السائد”.

ويضيف العبي: إن أهمية دور الأدب في التوثيق تأتي من أن كثيرين ممن يوثقون من غير الأدباء “قد يتورطون في المصالح السياسية، فيهضمون حق ضحية ويرفعون قدر مجرم، أما في الأدب فالمشاعر والأحاسيس هي القاعدة” كما أن “الأدب هو ذاكرة الشعوب التاريخية، من أدب السجون إلى أدب المهجر” مقترحا أن الرواية ستكون إحدى دعائم “أدب الثورة”.

 

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى