حرب لبنان تعرقل حوالات السوق السوداء في دمشق

 

بدأت الآثار الاقتصادية للحرب على لبنان تظهر تدريجياً في سوريا في قطاعات مختلفة. وعلى الرغم من أن حركة التهريب لا تزال قائمة بين البلدين لكن بحدودها الدنيا وبأسعار مرتفعة، إلا أن تأمين القطع الأجنبي وتحديداً الدولار إضافةً إلى تحويل الأموال من الخارج عبر السوق السوداء، بات صعباً جداً.

الأزمة أثرت على حصول عدد كبير من السوريين الذين يعملون عبر الإنترنت على حوالاتهم الشهرية عبر السوق السوداء بالدولار، والتي اعتادوا أن يحصلوا عليها عبر وسطاء مؤتمنين في دمشق أو غيرها من المحافظات السورية.

يشير بعض من هؤلاء لموقع تلفزيون سوريا إلى أنه عدا عن تأخر الحوالات في الوصول منذ بدء الحرب، فإن الوسطاء يؤكدون لهم بأنهم يعانون جداً من قدرتهم على تأمين الدولارات.

توقف المصدر الرئيسي للدولار

 

بحسب وسطاء يعملون بتحويل الأموال في دمشق تحدثوا للموقع، فإن المصدر الرئيسي والأساسي بالنسبة إليهم في الحصول على الدولارات هو لبنان، لكن الحرب هناك وصعوبة تنقل التجار وغيرهم بشكل دوري وسلس ما بين دمشق وبيروت، جعل من توفر كمية كافية من الدولارات بشكل دائم بين أيدي الوسطاء شبه مستحيل.

يشير أحد الوسطاء، إلى مصدر آخر مهم بالنسبة للقطع الأجنبي تراجع بشكل حاد مؤخراً على حد وصفه نتيجة الحرب الأخيرة. وهو الشركات والهيئات والجهات الإيرانية التي تقوم بتوظيف سوريين لديها ويتقاضون رواتبهم بالدولار، وخاصةً تلك التي تعنى بالحقل الإعلامي، حيث توقفت الكثير من هذه المكاتب أو قلّصت عدد موظفيها أو أغلقت فروعاً لها، في وقت ترك فيه الكثير من الإيرانيين سوريا، بينما لا يملك آخرون حالياً حرية التنقل في البلاد كما السابق.

تخفيض عدد الإيرانيين الموظفين في الاستثمارات الإيرانية في سوريا بشكل واضح خوفاً من الاستهدافات الإسرائيلية، ساهم بشكل كبير في تراجع مصدر هام للقطع الأجنبي في السوق السوداء.

 انخفاض في التعامل

 

 يقول تجار في سوق الحريقة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا، إن عدد الزبائن الواردين يومياً الذين يريدون صرف الدولارات انخفض أكثر من 70%، حتى أن تعاملات التجار أنفسهم بالدولار بين بعضهم البعض انخفضت، لكن كانت للتجار وجهة نظر أخرى بخصوص شح الدولار في السوق، حيث أعادوا ذلك إلى عاملين الأول وهو خوف الناس من جميع الشرائح في الحروب من التدهورات الاقتصادية والضغوط الأمنية وبالتالي باتوا أكثر حرصاً على القطع الأجنبي، والسبب الثاني، يتعلق بصعوبة نقل الدولار من لبنان إلى سوريا بشكل متواتر بظل الأحداث الراهنة.

سعر الدولار في سوريا

 

حالياً يشتري التجار الدولارات بسعر أعلى من السعر المحدد والثابت وفق النشرات التي تصدرها يومياً بعض التطبيقات، والتي باتت محل شكوك بأنها تدار من قبل النظام السوري، حيث لا يزال سعر الدولار فيها 14750 ليرة لكل دولار، بينما يشترى ويباع حالياً في السوق السوداء بين 14950 – 15000 ليرة.

بحسب موقع لبنان 24، الذي عنون أحد أخباره مؤخراً بـ “بسبب حرب لبنان.. لا دولار في سوريا!”،  فإن “عدداً كبيراً من المناطق السورية تعاني الأمرين من جراء توقف حركة النقل بين البلدين خاصة بعد ضرب طريق المصنع، الشريان الحيويّ الأساسي الذي يجمع لبنان بسوريا”.

ونقل الموقع عن مصدر لم يسمه، قوله إن “عدداً كبيراً من السوريين كانوا يدخلون إلى لبنان ويخرجون منه بشكل دوري لأجل سحب حوالات مالية يرسلها إليهم أهلهم من الخارج، ويوعز ذلك إلى سلسلة العقوبات الدولية المفروضة على النظام المالي السوري”.

تبعاً لحديث المصدر، فإن أحد مصادر الدولارات في السوق السوداء أيضاً، هو حوالات شخصية كانت ترسل إلى لبنان، يقوم أصحابها بالسفر دورياً إلى هناك لسحبها ثم صرفها في السوق السوداء بسوريا تبعاً للحاجة، وغالباً تكون تلك الحوالات كبيرة.

وتتزايد المخاوف في الأسواق السورية من تصاعد الحرب في لبنان وتعطيلها لطرق التجارة والتهريب بين البلدين، أو ما يسميه التجار “بخاصرة السوق السورية”، حيث تعتمد سوريا على البضائع القادمة من لبنان بشكل كبير سواء التي تأتي تهريباً أو ترانزيت بشكل رسمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى