مباراة فرنسا وإسرائيل تثير القلق.. دعوات للمقاطعة وتشديد أمني
قبل يومين على مباراة المنتخب الفرنسي ونظيره الإسرائيلي في ملعب سان دوني بضواحي باريس، أرسل عدد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية والرياضية والنشطاء في جمعيات دعم غزة رسائل ومناشدات عن طريق الفيديو إلى لاعبي المنتخب الفرنسي، تدعوهم إلى مقاطعة المباراة المقررة الخميس المقبل 14 نوفمبر في الجولة الرابعة من دوري أمم أوروبا. وكان المنتخب الفرنسي قد سجل انتصاراً سحقاً على مضيفه الإسرائيلي بنتيجة 4-1 في الجولة الثالثة من البطولة القارية في 10 أكتوبر الماضي.
وتضمنت رسائل الفيديو نقداً حاداً للحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية، وهي تعبّر عن استياء عميق إزاء الوضع الذي يعاني منه الفلسطينيون، لاسيما الأطفال والرياضيين الفلسطينيين الذين قتل عدد كبير منهم.
ويتوجه المتحدثون بشكل خاص إلى جويل كوندي مدافع برشلونة، مشيرين إلى تأثيره ومواقفه السابقة في القضايا الاجتماعية، وإلى عثمان ديمبيلي، مسلطين الضوء على الألم الذي يشعرون به تجاه فكرة مواجهته لفريق يمثل دولة متهمة بعدم احترام حقوق الإنسان.
وتذكّر هذه الرسائل، من وجهة نظرهم، بأهمية التحرك دعماً للعدالة وحقوق الإنسان، حيث يدعو المتحدثون لاعبي منتخب “الديوك” إلى اتخاذ موقف رمزي عبر الامتناع عن المشاركة في المباراة، تعبيراً عن تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني واللبناني. وتتناول الرسائل إلى “مسؤولية السلطات الفرنسية في هذا السياق”، معبرةً عن خيبة الأمل تجاه مواقفها وافتقارها للدعم للفلسطينيين.
وتهدف الدعوة إلى المقاطعة إلى إرسال رسالة تضامن ودعم لضحايا الحرب، لا سيما من خلال خطوة رمزية يعتقد المتحدثون أنها ستؤكد على قيم العدالة والتضامن ومؤازرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
ماكرون سيحضر المباراة
من جهة أخرى، أعلن قصر الاليزيه الأحد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر المباراة التي ستجمع منتخبي فرنسا وإسرائيل لكرة القدم الخميس في باريس.
وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إن الهدف خصوصاً من ذلك “توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية التي تلت المباراة في امستردام هذا الأسبوع”، حسب تعبيرها.
4000 شرطي
من جهته أعلن لوران نونييز مدير شرطة باريس الأحد أنه ستتم تعبئة ما مجموعه 4000 من ضباط الشرطة والدرك الخميس المقبل لمباراة فرنسا وإسرائيل “عالية الخطورة”.
وأضاف نونييز أن نشر مثل هذه القوات يتوافق مع “العُدَّة المعززة جداً وغير الاعتيادية” بالنسبة لمباراة دولية. وتابع نونييز أنه ستتم أيضاً تعبئة حوالي 1600 من رجال الأمن في الملعب، وستشارك وحدة النخبة بالشرطة الوطنية في تأمين المنتخب الإسرائيلي.
وقال: “ستكون مباراة عالية المخاطر، في سياق جيوسياسي متوتر جداً”، وبعد أسبوع من أعمال العنف في أمستردام بين مجموعات من الأفراد ومشجعي مكابي تل أبيب الإسرائيلي (ضمن مسابقة الدوري الأوروبي) والتي أثارت إدانات دولية.
العلم الفلسطيني ممنوع داخل الملعب
وأوضح: “لن نتسامح مع أي تجاوزات أو إخلال بالنظام العام” مضيفاً أنه سيتم “تشديد الرقابة على دخول الملعب لكن الشرطة لم تطلب أن تكون هناك سعة محدودة” في الملعب لهذه المباراة.
من جهته أكد قائد الشرطة الفرنسي أنه سيتم حظر العلم الفلسطيني في الملعب. وأضاف “لا يمكن أن يكون هناك سوى أعلام فرنسية أو إسرائيلية، ولا يمكن أن تكون هناك رسائل دعم في الملاعب. هذا قانون فرنسي”.
وقد قدّر الاتحاد الفرنسي عدد التذاكر المبيعة للمباراة بنحو 20 ألف تذكرة، وهو رقم بعيد جداً عن حوالي 80 ألف مقعد متاح في ملعب فرنسا، مشيراً إلى أن شراء التذاكر لا يزال مفتوحاً أمام الجماهير.
تل ابيب تطالب مشجعيها بعدم الحضور
من جهتها، كررت إسرائيل الأحد مناشدتها لمواطنيها إلى تجنب حضور مباراة فرنسا وإسرائيل الخميس المقبل في باريس، في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في أمستردام على هامش لقاء رياضي آخر، خوفاً من تكرار سيناريو أمستردام.
كما طالبت مواطنيها بعدم حضور أي فعاليات ثقافية أو رياضية يشارك بها إسرائيليون في الخارج خلال الأيام المقبلة. ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيليين في بيان إلى “تجنب حضور المباريات الرياضية-الفعاليات الثقافية التي يحضرها الإسرائيليون في الخارج، مع التركيز على المباراة المقبلة للمنتخب الإسرائيلي في باريس”.