ماذا يفعل لاريجاني في دمشق؟

 

تزامنا مع غارات إسرائيلية استهدفت دمشق، سافر على لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الإيراني إلى سوريا، الخميس، حيث أكدت الخارجية الإيرانية الزيارة دون الإفصاح عن تفاصيلها، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد.

يشار إلى أن علي لاريجاني، الذي يعمل مستشارا للمرشد الإيرني وعضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، بدأ اليوم الخميس زيارة رسمية تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين في لبنان وسوريا.

ورغم أن وسائل الإعلام لم تكشف عن تفاصيل كثيرة حول أسباب وأهداف هذه الزيارة، فإنها تأتي بالتزامن مع هجمات استهدفت ضواحي دمشق، ونسبتها وسائل الإعلام السورية إلى إسرائيل.

 

وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء، إن لاريجاني على رأس وفد رسمي في هذه الزيارة، يهدف إلى إجراء محادثات مع كبار المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد.

تجاوز الحكومة عبر مبعوث خاص

لاريجاني، الذي يشغل منصب المستشار لدى خامنئي، سبق له القيام بمهام مشابهة، حيث كُلف بإبرام اتفاق سري مع الصين عُرف باسم “اتفاق الـ25 عاماً بين إيران والصين”، وفقاً لتقرير “إيران انترناشيونال”.

ورغم نشر بعض وسائل الإعلام لبعض تفاصيل هذا الاتفاق، فإن السلطات الرسمية في إيران امتنعت عن الكشف الكامل عن مضمونه، بذريعة السرية.

وقد أُبرم هذا الاتفاق في وقت لم يكن لاريجاني يشغل فيه أي منصب رسمي في الحكومة، ما يعني أن مسار الوصول إليه تم خارج الإجراءات المعتادة لعقد مثل هذه الاتفاقات.

وفي عام 2020، وبينما كانت حكومة حسن روحاني لا تزال في السلطة، انتشر مقطع فيديو لكواليس برنامج تلفزيوني أثار الجدل حول الاتفاقية مع الصين، وفيه قال مجيد رضا حريرجي، رئيس غرفة التجارة الإيرانية الصينية: “نحن نقلنا رسالة النظام إلى الصينيين، وليس رسالة الحكومة”.

وأضاف حريرجي أن لاريجاني سلّم رسالة مكتوبة من خامنئي إلى شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين.

بشار الأسد ودعم إيران

الرئيس السوري، الذي يدين ببقائه إلى حد كبير لمساعدة إيران بعد الاحتجاجات الواسعة في بلاده، يلعب دوراً هاماً في الصراع المباشر وغير المباشر بين إيران وإسرائيل، وتشارك سوريا بحدود جغرافية مع كل من العراق ولبنان وإسرائيل. وفي خضم الصراعات التي شهدها العام الماضي، تعرضت قوات موالية لإيران في سوريا لهجمات متعددة.

وإضافة إلى القوات الوكيلة، استُهدف قادة من الحرس الثوري الإيراني أيضاً في سوريا على يد القوات الإسرائيلية، كما تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق لهجوم، أسفر عن مقتل محمد رضا زاهدي، أحد القادة البارزين في الحرس الثوري.

ورغم أن إيران لعبت دوراً محورياً في بقاء الأسد من خلال إرسال قوات عسكرية وأمنية وتقديم مساعدات مالية، فإن الأسد حرص على إبقاء نفسه وبلاده بعيدين نسبياً عن التوتر بين طهران والرياض.

في النهاية، وبعد أن تم عزله من جانب الدول العربية عقب قمعه الدموي للمعارضين، عاد الأسد إلى الجامعة العربية في أبريل (نيسان) 2023 وسط استقبال حار من الدول العربية.

ومنذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، تعرضت سوريا لضربات جوية متكررة، لكن الأسد فضّل عدم إظهار أي رد فعل واضح على هذه الضربات.

والآن، وصل لاريجاني، الذي يحظى بثقة خامنئي، إلى سوريا للقاء الأسد، حيث يُعرف عن لاريجاني أنه عادة ما يكلف بتبادل الرسائل الخاصة والهامة من قبل المرشد الإيراني.

وحتى الآن، لم تنفذ إيران وعيدها بالانتقام من إسرائيل، لكن المسؤولين العسكريين الإيرانيين يرون هذا الانتقام أمراً حتمياً، رغم عدم إفصاحهم عن توقيته.

وبغض النظر عن السيناريو الذي قد تخطط له إيران، تظل سوريا، كونها جارة للبنان وإسرائيل، ذات دور محوري في هذا الصراع.

وهذه هي الزيارة الثانية للاريجاني إلى الأسد. ففي كانون الثاني (يناير) 2020، بعد وقت قصير من استهداف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، من قبل القوات الأميركية في العراق، قام لاريجاني، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس البرلمان الإيراني، بزيارة إلى سوريا التقى خلالها بالأسد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى