تظاهرات مناهضة للعنف بحق النساء في فرنسا
دعت أكثر من 400 منظمة وشخصية فرنسية إلى التظاهر رفضا للعنف ضد النساء، في ظل صدمة كبيرة في البلاد أحدثتها محاكمة مرتبطة بجرائم اغتصاب متسلسلة بحق امرأة كان زوجها يخدّرها لعشر سنوات.
وفي مرسيليا بجنوب فرنسا، تجمع كذلك نحو 800 شخص، بحسب السلطات، بينهم عدد كبير من الشباب، في الميناء القديم للتنديد بالعنف الجنسي.
وكُتبت شعارات على لافتات حملها المتظاهرون أو على الأرض جاء فيها “دعونا نكسر قانون الصمت” أو “لا تعني لا”.
وتقام حركة التعبئة هذه ضد جميع أشكال العنف (الجنسي والجسدي والنفسي والاقتصادي…) هذا العام في سياق خاص، مع استمرار محاكمة حوالي خمسين رجلا متهمين باغتصاب جيزيل بيليكو عندما كانت فاقدة للوعي إثر تخديرها من دون علمها من جانب زوجها في قرية مازان الصغيرة في جنوب فرنسا.
وأكدت أماندين كورمييه، من منظمة Greve feministe (الإضراب النسوي) خلال مؤتمر صحافي في باريس، أن هذه المحاكمة التي تحظى بصدى دولي، والتي يبدأ الاثنين توجيه الاتهام خلالها على مدى ثلاثة أيام، “تُظهر أن ثقافة الاغتصاب راسخة في المجتمع، مثل العنف ضد المرأة”.
وأضافت “العنف الذكوري يحدث في كل مكان، في المنازل، في أماكن العمل، في أماكن الدراسة، في الشارع، في وسائل النقل، في مؤسسات الرعاية الصحية، في كل مكان في المجتمع”.
ووقّع الدعوة للتعبئة أكثر من 400 منظمة وشخصية، بينهم المغنية أنجيل والممثلة والمخرجة جوديث غودريش.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بعد أشهر قليلة من وصوله إلى الرئاسة الفرنسية، أعلن إيمانويل ماكرون أن المساواة بين النساء والرجال هي “القضية الكبرى” لولايته الممتدة خمس سنوات، مع “ركيزة أولى” هي النضال “من أجل القضاء التام على العنف” ضد النساء.
كما خُصص رقم للطوارئ هو 3919 للنساء ضحايا العنف ومن حولهنّ، بالإضافة إلى أرقام هواتف للإبلاغ عن المخاطر الجسيمة وأساور لإبعاد النساء عن معنّفيهن.
تضامن مع النساء حول العالم
لم ينس المتظاهرون النساء اللاتي يعانين في جميع أنحاء العالم، وطافت عدة لافتات من حركة “المرأة، الحياة، الحرية” مع المسيرة، كما انضمت فرقة مناصرة لفلسطين إلى المتظاهرين، وعزفت موسيقى شرقية.
ورفعت العديد من الجمعيات والمجموعات لافتات وشعارات خاصة بفلسطين إلى جانب اللافتات البنفسجية.
“من المهم أن يتم تمثيل القضية الفلسطينية اليوم، حيث لا توجد نسوية بدون تقاطع”، تقول آنا البالغة من العمر 19 عامًا، معلنة أنها تسير من أجل جميع النساء في كل مكان، بغض النظر عن عرقهن أو دينهن”، وتوافق ماريان، 63 عامًا، على ذلك قائلة “كم عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء الذين يموتون كل يوم تحت القنابل”.
وتشير آني، 20 عاماً، إلى أن “الاغتصاب يستخدم كسلاح حرب في جميع أنحاء العالم”، وتحث على “التحدث عن النساء الفلسطينيات بنفس الطريقة التي نتحدث بها عن جيزيل بيليكو”، وتخلص إلى الاستنتاج: “علينا أن نشمل الجميع، لأننا إذا أخذنا جزءًا واحدًا فقط من جبل الجليد، فلن نتمكن أبدًا من إذابة المشكلة بأكملها”.