اغتصاب واستغلال جنسي.. معاناة النساء المهاجرات في شمال فرنسا

 

 ليزلي كاريرتو 

تواجه النساء المهاجرات اللاتي يعشن بمفردهن في المخيمات المؤقتة شمال فرنسا تهديدات يومية بالاعتداءات الجنسية والاستغلال. هذا الواقع المأساوي يعكس هشاشة ظروفهن، حيث يتعرضن للاغتصاب أو يُجبرن على العمل في الدعارة تحت وطأة استغلال شبكات الاتجار بالبشر، وسط انعدام شبه كامل للحماية. تسعى الجمعيات الإنسانية إلى حمايتهن من خلال توفير مأوى آمن بعيدًا عن هذه المخاطر.

قصص ألم ومعاناة

في مركز استقبال بكاليه، جلس آدم، طفل يبلغ من العمر عامين، يلعب بشاحنة صغيرة، بينما راقبته أمه خلود عن بعد. تحكي خلود، وهي مهاجرة سورية كويتية الأصل تبلغ 26 عامًا، قصتها حيث تقول إنها تركت بلدها وأمضت عامين في رحلة هجرة شاقة برفقة ابنها على أمل الوصول إلى بريطانيا، خاصة بعد أن تخلى عنها شريك حياتها في تركيا.

تصف خلود المراكز الإنسانية بأنها فرصة نادرة للراحة، حيث تتمكن النساء من الشعور بشيء من الأمان والخصوصية بعيدًا عن أجواء المخيمات القاسية. تقدم مراكز مثل مركز “الإغاثة الكاثوليكية” مساحات مخصصة للنساء مع أطفالهن، ما يمثل ملاذًا مؤقتًا من العنف والإساءات.

مخاطر المخيمات

تكشف شهادات النساء عن مدى خطورة حياتهن في المخيمات. تقول مريم، وهي مسؤولة ميدانية من أصل مغربي تعمل مع إحدى الجمعيات، إن النساء غالبًا ما يكنّ أهدافًا سهلة للمهرّبين الذين يسيئون إليهن ويستغلونهن. بعض النساء أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب المتكرر في خيامهن، وأحيانًا على يد عدة رجال في نفس الليلة. تُجبر أخريات على ممارسة الدعارة لتسديد نفقات تهريبهن.

إضافةً إلى ذلك، فإن محاولات عبور بحر المانش تنطوي على مخاطر قاتلة. في كثير من الأحيان، تُوضع النساء في وسط القوارب المكتظة، حيث يكنّ عرضة للتزاحم والدهس، ما يسبب إصابات جسدية أو حتى الوفاة.

الإصرار على الوصول إلى بريطانيا

رغم هذه الظروف، تواصل النساء السعي لتحقيق حلمهن بالوصول إلى بريطانيا. حليمة، شابة صومالية تبلغ من العمر 20 عامًا، حاولت عبور البحر سبع مرات على متن قوارب مطاطية مكتظة. تعترف حليمة أن الحياة في “الغابة”، وهو الاسم الذي يطلق على مخيمات كاليه، صعبة للغاية بالنسبة للنساء، لكنها لا تزال مصممة على المحاولة مرة أخرى.

دعوة عاجلة للتحرك

تشير الجمعيات الإنسانية مثل “يوتوبيا 56” إلى أن ما بين 1000 و1500 مهاجر يعيشون حاليًا في مخيمات بين كاليه ودنكيرك، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال. في ظل هذه الظروف، تطالب المنظمات الدولية بتدخل عاجل لضمان الحماية لهؤلاء النساء، ووضع حد للاستغلال الذي يتعرضن له، ومساعدتهن على بناء حياة كريمة وآمنة بعيدًا عن العنف والانتهاكات.

 

 

 

 

مصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى