
ثوار سوريا يفرجون عن المدونة السورية “طل الملوحي” من سجن عدرا المركزي
أفرجت قوات الثورة السورية عن المدونة طل الملوحي من سجن عدرا المركزي، بعد سيطرتها على السجن ضمن عملية عسكرية واسعة في دمشق لتحرير المعتقلين السياسيين. وجاء تحرير الملوحي بعد 14 عامًا من الاعتقال بتهمة الكتابة ضد النظام السوري، وهي التهمة التي أثارت موجة تضامن واسعة محليًا ودوليًا منذ لحظة اعتقالها.

ظهرت طل الملوحي في أولى لحظاتها خارج السجن وهي محاطة بعشرات المحررين الذين عبروا عن فرحتهم بعودتها إلى الحرية. ووصف شهود عيان اللحظة بأنها “تاريخية ومؤثرة”، حيث كانت الملوحي تُعتبر رمزًا للمعتقلين السياسيين في سوريا الذين عانوا من قمع النظام على مدار عقود.
كما أعلنت الفصائل الثورية أن تحرير المعتقلين من سجن عدرا هو جزء من التزامها تجاه الشعب السوري، مؤكدين أنهم لن يدخروا جهدًا في تحرير جميع المعتقلين من قبضة النظام.
ولا تزال طل واسرتها في حمص ملتزمة الصمت حيال تصريحاتها القادمة.
تفاصيل اعتقال “طل الملوحي” بحسب تقارير حقوقية
وفقًا لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية سورية، استدعى جهاز أمن الدولة السوري المدونة الشابة طل الملوحي يوم 26 ديسمبر 2009 للتحقيق معها بشأن مقال نشرته في مدونتها. استجابت الملوحي للاستدعاء وسافرت في صباح اليوم التالي وحدها إلى مقر الجهاز، لكنها لم تعد منذ ذلك الوقت.

في 28 ديسمبر 2009، داهم عناصر من أمن الدولة منزل أسرة طل الملوحي في مدينة حمص، وصادروا حاسوبها الشخصي، بعض الأقراص المدمجة، كتبًا وأغراضًا شخصية أخرى. وحرمت الفتاة منذ ذلك اليوم من التواصل مع عائلتها أو إكمال تعليمها، بما في ذلك المشاركة في امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا).
خلال الشهور الأولى من احتجازها، رفضت الأجهزة الأمنية السورية الكشف عن مكان احتجاز الملوحي أو أسباب اعتقالها. عندما زارت عائلتها مركز الاعتقال التابع لأمن الدولة، قوبلت محاولاتها بالحصول على معلومات بتطمينات مبهمة بأن “أمور ابنتهم جيدة”.
في 4 مارس 2010، أصدرت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان بيانًا دعت فيه للإفراج عن الملوحي، خاصة مع اقتراب امتحانات البكالوريا. وأعرب البيان عن القلق إزاء وضعها الصحي والنفسي.
في أبريل 2010، علمت أسرتها أن طل تعرضت للتعذيب منذ لحظة اعتقالها حتى نهاية فبراير من العام نفسه، حيث توقف التعذيب بعد تدهور حالتها الصحية. كما تم نقلها إلى فرع التجسس التابع للمخابرات في يونيو 2010، لكن الأسرة لم تحصل على معلومات رسمية حول مكان وجودها إلا في يوليو 2010.
كان اعتقال طل الملوحي مرتبطًا بكتاباتها التي تناولت قضايا حقوق الإنسان والحريات في سوريا، والتي أثارت استياء السلطات الأمنية. أصبح اعتقالها رمزًا للاضطهاد السياسي في سوريا، وأثار موجات تضامن دولية واسعة.
ولعب موقع شام برس، الذي يترأسه علي جمالو، والذي يُعرف بأنه أحد المنافذ الإعلامية الممولة من قبل فرع المعلومات التابع للأجهزة الأمنية السورية. في تكريس اكاذيب النظام الراحل حول قضية طل .
علي جمالو، وفقًا لمصادر متعددة، يُعتبر شخصية مرتبطة مباشرة بالأجهزة الأمنية، حيث يستخدم الموقع كأداة لترويج روايات النظام الرسمية وتبرير الانتهاكات التي تمارسها السلطات.
تُثار الكثير من الانتقادات حول محتوى شام برس، حيث يُعتقد أنه كان يُدار تحت إشراف أمني مباشر بهدف السيطرة على السرد الإعلامي، ولا سيما فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل قضية المدونة طل الملوحي، حيث لعب الموقع دورًا رئيسيًا في تسريب معلومات تتماشى مع تبريرات النظام السوري.
طل الملوحي حرة … خروج معتقلي صيدنايا وسجن عدرا
مرهف مينو – خاص


