يوم سقط النظام … أوراق إبراهيم عبد الهادي

وتنفّس السوريون الصعداء يوم سقط النظام. هنا في فرنسا، خرجوا إلى الشوارع والساحات العامة يحتفلون ويغنّون ويردّدون كل أهازيج الثورة منذ بدايتها إلى هذه اللحظة التي تحقق فيها الحلم المستحيل. فرح السوريون إلى حد الذهول، فلم يكن أحد يتوقع أن يسقط النظام بهذه الطريقة وبهذه السرعة.

الفرحة غامرة، وخرج السوريون إلى الطرقات والساحات العامة يحتفلون ويغنون ويرددون كل أهازيج الثورة منذ بدايتها حتى لحظة سقوط النظام. حتى الجاليات العربية هنا كانوا يشاركوننا فرحتنا ويهنّئون المحتفلين بهذا النصر العظيم والإنجاز الكبير.

ما لفت انتباه الفرنسيين والعرب وكل الناس على حد سواء هو كيفية دخول الثوار إلى العاصمة دمشق بمنتهى التواضع ودون تخريب لأي من المؤسسات العامة.

بل حدث العكس، فقد أمّن الثوار المنشآت العامة والخاصة. هذا المظهر الحضاري رفع رؤوس السوريين عالياً، وشعرنا بالفخر والاعتزاز بهؤلاء الثوار وبما يملكونه من وعي عميق لأهمية كل تصرّف صغير أو كبير يصدرونه للشعب السوري.

سرعان ما بادلهم الشعب الحب والاحترام، وأيضاً أظهروا للعالم أجمع أنهم على قدر المسؤولية، خاصة في هذا الوقت والمفصل التاريخي الدقيق من حياة السوريين، والذي بناءً عليه ستتحدد خريطة سوريا والعالم لأجيال وأجيال. كما أن الانتقال السلس بين حكومة الجلالي وحكومة البشير كان مثار فخر، وأثبت أن سوريا عظيمة بأبنائها الشرفاء والمخلصين.

وقد ودّعوا سنين الخوف والقمع إلى الأبد، بإذن الله، وهبّت عليهم نسائم الحرية، وبدأوا يكتبون بأقلامهم الحرة في سفر التاريخ عن أعظم وأنبل ثورة عرفتها الدنيا، وهم يعلمون أنهم ما زالوا في أول سطر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى