مامصير سجناء “داعش” لدى الاكراد
في الوقت الذي تسيطر فيه القوات الكردية على مناطق واسعة شرق الفرات منذ سنوات، تبرز تساؤلات حول مصير السجون التي تضم الآلاف من مقاتلي تنظيم “داعش”، خاصة في ظل التحولات السياسية في سوريا بعد سقوط النظام السابق.
سيامند علي، مدير الإعلام في وحدات حماية الشعب الكردية، أكد أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تدير 26 سجناً تضم نحو 12 ألف معتقل من مقاتلي “داعش”، بينهم أجانب من أكثر من 50 جنسية. وأوضح أن الإدارة الحالية لا تعتزم تسليم هذه السجون إلى أي جهة بسبب غياب حكومة منتخبة وبرلمان واضح المعالم في دمشق.
تحتفظ الإدارة الذاتية بمخيمات وسجون رئيسية مثل سجن “غويران” في الحسكة، الذي يؤوي نحو 5,000 موقوف، ومخيم “الهول” الذي يضم عائلات مقاتلي التنظيم. هذه المنشآت تمثل تحديات أمنية كبيرة نظراً لاحتمالية استغلالها لإعادة تنظيم صفوف “داعش”.
التنسيق الدولي ومستقبل العلاقة مع دمشق
زار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك دمشق مؤخراً، حيث التقيا بقيادات الإدارة الجديدة، بما في ذلك أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، لبحث آفاق الانتقال السياسي وتحقيق تسوية شاملة. بارو شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي مع الأكراد، مع إشارة واضحة إلى ضرورة إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا.
أحمد الشرع أكد أن جميع الأسلحة، بما فيها تلك التي بحوزة القوات الكردية، ستخضع لسيطرة الدولة، معلناً عن خطة لدمج جميع الفصائل المسلحة ضمن الجيش السوري الجديد. كما أشار إلى أن الهيكلية الجديدة لوزارة الدفاع والجيش ستُكشف قريباً.
بقاء السجون والمخيمات تحت سيطرة القوات الكردية يثير قلقاً دولياً وإقليمياً بسبب خطر عودة نشاط “داعش”. في المقابل، يواجه أي حل سياسي تحديات كبيرة تتعلق بالاعتراف بحقوق الأكراد ضمن نظام حكم ديمقراطي جديد. ومع تصاعد الضغوط الدولية، يبقى مصير المناطق الكردية والسجون التابعة لها جزءاً معقداً من مستقبل سوريا بعد التحولات السياسية.