انهيار نظام الأسد: وثائق استخباراتية تكشف التفاصيل السرية

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن وثائق استخباراتية سرية تسلط الضوء على الصعوبات التي واجهها جهاز استخبارات النظام السوري المخلوع في التعامل مع التطورات الميدانية المتسارعة، بالتزامن مع التقدم السريع لقوات الثورة السورية.

ووفقاً للصحيفة، فقد وصلت وثيقة استخباراتية من خمس صفحات إلى مكاتب ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق، بعد أيام فقط من سقوط مدينة حلب في يد قوات المعارضة. وأظهرت الوثائق أن قوات النخبة التي تم إرسالها لتعزيز الدفاعات اضطرت للانسحاب، بينما فرّت قوات النظام بشكل فوضوي، تاركة خلفها أسلحة ومعدات عسكرية.

انهيار مفاجئ رغم التطمينات الرسمية

وأوضحت الصحيفة أن مراسليها عثروا على آلاف الوثائق الاستخباراتية السرية خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي، والتي كشفت مدى التخبط داخل أروقة النظام رغم محاولاته العلنية للتقليل من انتصارات المعارضة.

إحدى الوثائق المسربة حذرت من استخدام الثوار أساليب تنكرية لخداع قوات النظام، عبر ارتداء زيهم العسكري وحمل صور الأسد، ما أثار قلقاً داخل الأجهزة الأمنية. كما أظهرت التقارير مخاوف متزايدة من احتمال تدخل عسكري خارجي في ظل التراجع المتسارع للسيطرة على الأرض.

دمشق تحت التهديد

مع تقدم قوات الثورة، تحول تركيز النظام إلى تأمين العاصمة، حيث أشارت إحدى الوثائق إلى تحركات مشبوهة لأفراد قادمين من مناطق المعارضة باتجاه ضواحي دمشق، ما دفع الاستخبارات إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.

كما كشفت تقارير استخباراتية أن “هيئة تحرير الشام” أصدرت أوامر لحلفائها في ريف دمشق بالاستعداد لأي مواجهة محتملة، بينما أفاد مخبر يعمل مع استخبارات النظام بأن الولايات المتحدة أعطت أوامر لفصائل مدعومة من قبلها للتحرك نحو ريف درعا الشرقي ومدينة تدمر.

الساعات الأخيرة قبل السقوط

ووفقاً للوثائق، توقعت الاستخبارات وصول قوات المعارضة إلى ضواحي دمشق خلال يومين فقط، مع توقع سقوط سجن صيدنايا، وهو ما تحقق لاحقاً، حيث تمكنت المعارضة من اقتحام السجن وتحرير المعتقلين، بالتزامن مع فرار الأسد من البلاد.

واختتمت “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولي الاستخبارات الموالين للنظام ظلوا على ولائهم حتى اللحظة الأخيرة، حيث جاء في آخر وثيقة مسربة: “للمراجعة والقيام بما يلزم”.

 

 

 

مصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى