سوريون في فرنسا يطالبون بحق العودة دون فقدان الحماية

فرنسا تدرس منح إذن خاص للاجئين السوريين لزيارة بلدهم وسط نقاش أوروبي متصاعد

 

منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، تصاعدت النقاشات في فرنسا وألمانيا وهولندا حول إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم دون فقدان الحماية التي يتمتعون بها في بلدان اللجوء. وفي فرنسا، برزت مطالب متزايدة من قبل اللاجئين السوريين بضرورة إيجاد حل يسمح لهم بالتنقل بين فرنسا وسوريا دون مخاطر قانونية.

وفي هذا السياق، أرسلت مجموعة من اللاجئين السوريين، تضم معلمين وصحفيين ومحامين، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطالب بضمان حق العودة المؤقتة إلى سوريا دون المساس بوضعهم القانوني في فرنسا. ويرى الموقعون على الرسالة أن التغيير السياسي في دمشق يتيح فرصة للمساهمة في إعادة الإعمار والتحول الديمقراطي، مما يستدعي إيجاد إطار قانوني يسمح لهم بالسفر إلى سوريا والعودة دون فقدان حقوقهم.

ورغم أن القوانين الفرنسية الحالية تمنع اللاجئين من العودة الطوعية إلى بلدهم الأصلي، ما قد يعرضهم لخطر فقدان الحماية، فقد أشارت تقارير صحفية إلى أن الحكومة الفرنسية تدرس إمكانية منح إذن خاص (Sauf-Conduit) يسمح بزيارات مؤقتة إلى سوريا. ويأتي هذا التوجه في ظل ضغوط من منظمات أهلية فرنسية وشخصيات سياسية متقاعدة، إلى جانب الاهتمام الرسمي المتزايد بالملف السوري، والذي تجلى بزيارة وفد أمني وسياسي فرنسي إلى دمشق مؤخراً ورفع العلم في القنصلية الفرنسية هناك.

لكن هذه القضية أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية الفرنسية، حيث أبدى بعض السياسيين المنتمين إلى أقصى اليمين معارضتهم الشديدة لهذا التوجه، معتبرين أنه يمنح اللاجئين امتيازات غير مبررة. وبسبب هذه الحساسية السياسية، تعاملت الحكومة الفرنسية مع القضية بحذر، حيث لم يصدر وزير الداخلية تعميماً رسمياً، بل تمت معالجة الملف إدارياً عبر توجيهات داخلية صادرة عن المدير العام للأجانب في وزارة الداخلية، تشرح الوضع الخاص بالسوريين وتضع إطاراً لمنح إذن “زيارة استكشافية” (Exploratoire) لمرة واحدة فقط.

ووفقاً للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (OFPRA)، فقد منحت فرنسا اللجوء لأكثر من 30 ألف سوري منذ عام 2014، فيما لا يزال نحو 45 ألف سوري يتمتعون بوضع اللاجئ السياسي على أراضيها. ومع استمرار النقاش حول إمكانية السماح بزيارات مؤقتة إلى سوريا، لا تزال مئات طلبات اللجوء السورية معلقة بانتظار تطورات المشهد السياسي الجديد، وسط تباين في المواقف بين الجهات الرسمية الفرنسية والتيارات السياسية المختلفة.

 

 

مصدر – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى