
اعتقال باسل الخطيب في طرطوس بعد تحريضه ضد الدولة وتشكيله مجلسًا طائفيًا
ألقت قوى الأمن الداخلي في طرطوس القبض على المدعو باسل علي الخطيب، المتحدث باسم ما يسمى “المجلس الإسلامي العلوي السوري”، وذلك عقب نشره مقطعًا مصورًا أثار جدلًا واسعًا، زعم فيه تعرض إحدى مقابر قتلى النظام السابق للتخريب.
وفي المقطع، صرّح الخطيب بأن “المساس بقبور الشهداء خط أحمر”، كما روج لمطلب إصدار عفو عام شامل أو محاسبة جميع الأطراف دون استثناء، إضافةً إلى وصفه قتلى ميليشيات النظام السابق بـ”الشهداء”. كما دعا الموظفين غير المفصولين إلى الدخول في إضراب تضامني مع زملائهم المسرّحين، ما اعتُبر تحريضًا مباشرًا ضد الدولة.
ورغم ولائه السابق للنظام البائد، فقد انتشرت له تصريحات قديمة موثقة يطالب فيها بشار الأسد بسحب الجنسية السورية من اللاجئين والثوار، متطاولًا عليهم بألفاظ نابية.
إعلان تشكيل مجلس طائفي
أثار إعلان باسل الخطيب عن تأسيس “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر”، موجة من الرفض والانقسامات داخل الطائفة العلوية، إذ اعتبره الكثيرون محاولة لاختصار تمثيل الطائفة في رجال الدين فقط.
وبحسب البيان التأسيسي للمجلس، فإنه يتألف من مجلس ديني برئاسة الشيخ غزال غزال، ومجلس تنفيذي يضم عدة مكاتب، منها مكتب السياسة والإعلام والاقتصاد والإغاثة والقانون. كما أوضح البيان أن المجلس سيعمل حتى انتهاء المرحلة الانتقالية، بهدف “تأكيد أن الطائفة العلوية جزء أصيل من نسيج سوريا”.
بنتو للشبيح باسل الخطيب اليوم طالعة وعم تقول اعتقلوه لاسباب مجهولة وبشكل تعسفي .الحقيقة انو مواطنين من طرطوس قدموا عريضة تم الامضاء عليها من اكتر 10 الاف شخص امام القضاء ضد الخطيب بتهمة التحريض والعصيان المدني pic.twitter.com/zStaBwDByO
— Maya Sy (@maya0sy) February 25, 2025
باسل الخطيب الذي خرج قبل ايام متحدثاً بأسم العلويين ، تم اعتقاله بسبب تهديده للحكومة و بإثارة الشغب
صورة قبل وبعد اعتقاله pic.twitter.com/g04v4jrdPZ
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) February 25, 2025
رفض واسع داخل الطائفة العلوية
لاقى هذا الإعلان اعتراضًا واسعًا من أبناء الطائفة، حيث أصدرت عدة شخصيات دينية واجتماعية في الساحل السوري بيانًا مصورًا ترفض فيه تشكيل هذا المجلس، مؤكدةً أنه لا يمثل العلويين، بل يعمّق الانقسامات التي زرعها النظام البائد.
كما شدد الشيخ عيسى بهلول، رئيس شعبة أوقاف القرداحة، على أن الإدارة الجديدة تمثل سوريا دولةً وحكومةً، مؤكدًا رفضه لأي مطالب طائفية تهدد السلم الأهلي.
تزامن ذلك مع انتشار مقطع فيديو لضابط سابق في جيش النظام المخلوع يدعى صالح منصور، يتحدث خلال تشييع أحد قتلى الطائفة العلوية في جبلة، مطالبًا بتدخل فرنسا لحماية العلويين، في خطوة أثارت استنكارًا واسعًا.
إنتاج النظام السابق تحت غطاء جديد
رغم سقوط النظام البائد، لا تزال بعض الشخصيات التي استفادت منه سابقًا تروّج لمطالب مشبوهة، تتعلق بالمعتقلين العسكريين، ومساكن الضباط، ومساواة الضحية بالجلاد، ومحاسبة الطرفين بالتساوي، إضافةً إلى وصف قتلى ميليشيات النظام السابق بـ”الشهداء”.
ويُنظر إلى هذه التحركات على أنها محاولات لإعادة إنتاج النظام السابق بواجهة مختلفة، مستغلةً حالة الفراغ السياسي في بعض المناطق، وسط مطالبات بضرورة التعامل الحازم مع هذه الجهات، ومنعها من إثارة الفتن والانقسامات داخل المجتمع السوري.
الإعلان عن تأسيس “المجلس الاسلامي العلوي الأعلى في سورية والمهجر”.
ويلقي بيان الإعلان باسل علي الخطيب.
التاريخ 04/02/2025. pic.twitter.com/eilFVMUHns
— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) February 4, 2025



