الأمن العام يدخل بصرى الشام وينزع سلاح “اللواء الثامن”

شهدت مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، اليوم الجمعة، دخول قوات الأمن العام السوري ضمن حملة أمنية تهدف إلى نزع السلاح وفرض السيطرة على المدينة، التي تُعد أحد أبرز معاقل “اللواء الثامن” التابع سابقًا لـ”الفيلق الخامس”.

وجاءت هذه التحركات الأمنية عقب اتفاق ميداني تم التوصل إليه مساء أمس، تضمن تسليم عدد من المطلوبين، بينهم متورطون في الاعتداء على القيادي بلال المقداد الدروبي، بالإضافة إلى تسليم أسلحة من قبل عناصر الفصيل في المدينة ومحيطها.

الاعتداء على الدروبي يسرّع التدخل

وبحسب ما أورد المكتب الإعلامي لمحافظة درعا، فإن الاعتداء الذي استهدف الدروبي وأفراد عائلته نفذته مجموعة مسلحة لم تشملها اتفاقيات التسوية، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية بدأت ملاحقة المتورطين. وأكد البيان أن باب التسوية لا يزال مفتوحاً لمن يرغب بتسوية وضعه الأمني.

في السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية لموقع “المدن” أن عددًا من المساجد في المدينة أطلقت نداءات تدعو السكان لتسليم السلاح طوعاً، ما ساهم في تسهيل دخول القوات الأمنية دون تسجيل أي مواجهات حتى لحظة إعداد التقرير.

ترافقت الحملة الأمنية مع بوادر تصدّع داخل صفوف اللواء الثامن، وذلك بعد إعلان القيادي “عبد الحكم العيد” انشقاقه عن الفصيل وانضمامه إلى وزارة الدفاع، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها مؤشر على قرب تفكيك اللواء وإعادة دمج أفراده ضمن مؤسسات الدولة.

كما أشارت المصادر إلى أن السلطات السورية غالبًا ما تنتظر وقوع حادثة أمنية لتبرير تحركاتها، وهو ما حدث بعد الاعتداء العنيف على بلال الدروبي، الذي ظهر في تسجيل مصوّر يوثّق لحظة اعتقاله أمام أسرته من قبل مجموعة محلية مرتبطة باللواء الثامن.

يُذكر أن بلال الدروبي كان قد دخل في خلافات داخلية عام 2016 مع أحمد العودة، قائد اللواء في تلك الفترة، قبل أن يعود مؤخرًا إلى الواجهة بعد انضمامه مباشرة إلى وزارة الدفاع، دون تنسيق مسبق مع القيادة المحلية، وهو ما أثار حساسية بينه وبين فاعلين محليين في بصرى الشام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى