حمص تطلق مبادرة “الأسواق الشعبية المتنقلة”: خطوة اقتصادية تثير تباينًا في آراء الأهالي

أطلق مجلس مدينة حمص، مبادرة جديدة تهدف إلى دعم الحركة الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية للسكان، من خلال إقامة أسواق شعبية متنقلة (بازارات) في عدد من أحياء المدينة، ضمن خطوة تعتبر الأولى من نوعها في مدينة حمص.

وبحسب الإعلان الرسمي، ستُقام هذه الأسواق في خمسة مواقع مختلفة من أحياء حمص، وتعمل من الساعة السابعة صباحًا حتى السابعة مساءً، وفق جدول أسبوعي، يهدف إلى تسهيل الوصول إلى المواد والمنتجات بشكل مباشر ومن مواقع قريبة من منازل السكان، وتوفير فرص عمل، وتعزيز الاعتماد على الإنتاج المحلي.

وتشمل مواقع الأسواق ما يلي:

السبت والأحد: محيط قلعة حمص

الاثنين: شارع طريق تدمر (دوار الأهرام – تقاطع شارع الأهرام)

الثلاثاء: الرصيف المقابل للحديقة البيئية – حي الشماس

الأربعاء: الشارع الواصل بين جسر بابا عمرو والمساكن الغربية

الخميس: محيط الكراج القديم على كورنيش طريق حماة

وتنوعت ردود فعل أهالي المدينة تجاه هذه الخطوة بين مؤيدين اعتبروها فرصة اقتصادية وتنظيمية، ومعارضين رأوا فيها تكريسًا للفوضى والعشوائية في مشهد المدينة.

تحاكي النماذج الأوروبية… ولكن؟

الناشط بشار السباعي رأى في حديثه لـ”مصدر” أن الفكرة “جيدة وتحاكي النماذج الغربية المعتمدة في كثير من الدول”، لكنه شدد على ضرورة أن ترافقها خطة نظافة واضحة، قائلاً:

“في نهاية كل يوم يجب تدخل فرق نظافة كاملة من البلدية لإزالة النفايات وإعادة الشارع إلى وضعه الطبيعي.”

من جهتها، عبّرت رولا الحمصي عن تأييدها للفكرة بوصفها “ظريفة ومألوفة في دول الجوار التي تعتمد أسواقًا متنقلة بأسماء متعددة مثل سوق الجمعة وسوق الأحد، وهي تساهم في تنشيط البيع والحياة التجارية في مختلف الأحياء.”

كما أيدت مها حلّابو الفكرة، ووصفتها بأنها “أفضل من حالة التشتت القائمة”، قائلة:

“جميل أن يتجمع البائعون في مكان محدد يرتزقون منه، بدلاً من أن يتواجدوا في كل مكان بشكل يشوه منظر المدينة.”

دعوات لإعادة تأهيل الأسواق القديمة بدلًا من العشوائية

في المقابل، أبدت السيدة حسناء مبارك اعتراضها على المبادرة، ووصفتها بأنها “تشويه للمدينة”، مشيرة إلى وجود بنية تحتية جاهزة لسوق شعبي متكامل، وقالت:

“لدينا سوق الخضار المعروف سابقًا بسوق الحشيش، وجميع محلاته جاهزة للعمل، فلماذا لا يتم إحياؤه؟ ولمصلحة من يُهمل؟”

كما اعتبر المواطن فراس السعدي أن هذه الخطوة قد تُسهم في تعزيز الفوضى والعشوائية، قائلاً:

“حمص أصبحت بلد العشوائيات، بينما باقي المحافظات تنظم أسواقها، الدولة تغض النظر عن تطبيق القوانين هنا، ولا نعرف ما السبب وراء هذا الإهمال.”

نظافة ومرور… نقاط تحتاج إلى تخطيط

وشدد عبد العزيز العطار على أهمية مراعاة الآثار الجانبية لهذه الأسواق، من نظافة وازدحام مروري، مشيرًا إلى أن:

“مجلس المدينة عليه مسؤولية إزالة القمامة بشكل يومي مقابل الرسوم التي يجنيها من التراخيص، ويجب أخذ حركة المرور بعين الاعتبار لتنظيم السير خلال تلك الأيام.”

ورغم التباين في وجهات النظر، تُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في المدينة، وتحاكي أنماطًا معمولًا بها في دول أوروبية عدة، حيث تُستخدم الأسواق المتنقلة كوسيلة فعالة لتقريب المنتج من المستهلك، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل للأسر ذات الدخل المحدود.

ويأمل القائمون على المبادرة أن تسهم في تحريك عجلة الحياة الاقتصادية داخل الأحياء، مع تعزيز العدالة في توزيع الخدمات وتنظيم المشهد العام، في ظل الحاجة الماسة لبدائل مرنة تلائم الواقع الحالي للمدينة.

§

علي فجر المحمد – حمص – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى