طرطوس: منشورات طائفية على جدران كاتدرائية الموارنة تثير الغضب وتعيد إلى الواجهة أساليب فلول النظام

شهدت كاتدرائية الموارنة في مدينة طرطوس حادثة مثيرة للجدل اليوم، حيث قامت عناصر مجهولة بلصق منشورات على جدران الكاتدرائية تدعو أبناء الطائفة المسيحية إلى “اعتناق الإسلام أو دفع الجزية”، في خطاب صريح يحمل طابعًا تحريضيًا وطائفيًا خطيرًا.

المنشور الذي حمل توقيع “بني أمية مرّوا من هنا”، تضمّن عبارات متطرفة تعتبر جميع الأديان الأخرى “باطلة”، وتدعو المسيحيين بشكل مباشر إلى ترك دينهم واتباع الإسلام، وإلا فدفع الجزية. واستُشهد فيه بآية قرآنية تم اقتطاعها من سياقها، في محاولة لإضفاء غطاء ديني على رسالة تهديد مبطّنة.

………………………………………………………

هذه الأفعال أثارت استنكارًا واسعًا من قبل المجتمع المدني وجددت المخاوف من وجود محاولات ممنهجة من قبل فلول النظام السابق لإثارة الفتنة والبلبلة بين مختلف الطوائف السورية، مستغلين الحساسية الطائفية في فترة تمر فيها البلاد بمرحلة دقيقة من التوتر والانقسام.

وأكد مراقبون أن مثل هذه الحوادث لا تنفصل عن ممارسات سابقة اعتاد النظام السوري وأجهزته الأمنية على استخدامها لخلق الانقسامات الداخلية، وضرب اللحمة الوطنية كوسيلة للبقاء في السلطة. وأشاروا إلى أن طباعة وتوزيع منشورات من هذا النوع يتطلب إمكانيات تنظيمية لا تتوفر عادة لعناصر عشوائية، ما يعزز الشكوك بضلوع جهات أمنية أو شبكات موالية للنظام بها.

ويُذكر أن نظام بشار الأسد لجأ إلى استخدام خطاب طائفي منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، حيث روّج عبر أجهزته الأمنية ومواليه لعبارات استفزازية من قبيل “المسيحية على بيروت والعلوية على التابوت” بهدف تخويف الأقليات من التغيير الشعبي وربط الحراك الثوري بالتطرف.

كما لم يتردد في زرع عناصر ملتحية تحمل مظهر الإسلاميين بين المتظاهرين السلميين، كما حدث في اعتصام ساحة الساعة بحمص، من أجل تشويه صورة الاحتجاجات وتشريع قمعها أمام المجتمع الدولي والرأي العام.

وأكدوا أن مثل هذه الأفعال لا يمكن أن تصدر إلا عن جهات متضررة من إسقاط النظام، تحاول يائسة إعادة إنتاج الخوف والانقسام في مجتمع بدأ يستعيد وعيه الوطني.

تأتي هذه الحادثة في وقت دقيق، حيث تتزايد المؤشرات على محاولات لإعادة تنشيط خلايا طائفية نائمة تسعى إلى نسف أي فرصة للسلام الأهلي أو الانتقال نحو دولة مدنية قائمة على العدالة والمواطنة.

؟

علا ابو صلاج مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى