تنامي ظاهرة حمل السكاكين بين طلاب الثانويات يثير قلقاً واسعاً

تواجه المؤسسات التعليمية الفرنسية ظاهرة مقلقة تتمثل في لجوء عدد متزايد من المراهقين إلى حمل السكاكين داخل المدارس الثانوية، في مشهد يعكس تنامي الشعور بانعدام الأمان وتزايد العنف في الأوساط الشبابية.

وفي تقرير نشرته صحيفة لو باريزيان تحت عنوان: “في عقول المراهقين الذين يذهبون إلى المدرسة الثانوية وهم يحملون سكيناً: من دونه لا يمكنك الدفاع عن نفسك”، نقلت الصحيفة شهادات مباشرة لطلاب يؤكدون أن السكين بات وسيلة دفاع ضرورية في حياتهم اليومية داخل الحرم المدرسي.

وقال أحد الطلاب المشاركين في التحقيق: “إذا لم تكن تحمل شيئاً، فأنت معرض للخطر. السكين يمنحك نوعاً من الأمان… بدونها لا يمكنك الدفاع عن نفسك”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”منطق البقاء” في مواجهة التهديدات التي قد يواجهها من زملائه أو خارج المدرسة.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا السلوك لا يُعد محصوراً بحالات فردية، بل بدأ يأخذ طابعاً أكثر شمولية في بعض الأحياء التي تعاني من تدهور اجتماعي واقتصادي، حيث تسود مشاعر القلق وانعدام الثقة بالمؤسسات الأمنية.

ويرى خبراء علم الاجتماع أن هذه الظاهرة تعبّر عن تحوّل خطير في علاقة الشباب بالعنف، وتُظهر مدى تأثرهم بالمحيط الخارجي ووسائل التواصل الاجتماعي التي قد تروّج لثقافة القوة والردع. كما تحذر الأوساط التربوية من “تطبيع” هذا النوع من السلوك، ما قد يؤدي إلى انفلات أمني داخل المدارس ويقوّض العملية التعليمية برمتها.

في المقابل، دعت نقابات المعلمين والهيئات الإدارية إلى تعزيز الإجراءات الوقائية والتربوية، ومراجعة آليات ضبط الأمن في المدارس، إلى جانب ضرورة إشراك الأسرة والمجتمع المدني في معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة.

وتسلط هذه القضية الضوء على تحديات متزايدة تواجهها الدولة الفرنسية في ضمان أمن المدارس وتوفير بيئة تعليمية آمنة وخالية من مظاهر العنف والخوف، في وقت تتصاعد فيه مؤشرات التوتر الاجتماعي داخل عدد من الضواحي الفرنسية.

مرهف مينو – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى