
محاكمة شاب سوري في دوسلدورف بتهمة تنفيذ هجوم دموي تبناه تنظيم “داعش”
مثل الشاب السوري عيسى الحسن، البالغ من العمر 27 عامًا، أمام المحكمة العليا في مدينة دوسلدورف الألمانية، بتهم تتعلق بارتكاب هجوم طعن دموي خلال مهرجان شعبي أقيم في مدينة زولينغن غربي البلاد في عام 2024، وهو الهجوم الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه.
ووفقًا لما نقلته وكالة رويترز، وُجهت إلى الحسن تهم بارتكاب ثلاث جرائم قتل، وعشر محاولات قتل، إضافة إلى الانتماء إلى تنظيم إرهابي أجنبي. وتشير لائحة الاتهام إلى أن المتهم نفّذ الهجوم بشكل مباغت، مستخدمًا سكينًا طعن به مشاركين في المهرجان من الخلف دون تمييز.
وفي أولى جلسات المحاكمة، ظهر الحسن مرتديًا زيًا أزرق، وقد انحنى برأسه معظم الوقت، بينما تولى محاميه تلاوة بيان نيابة عنه، قال فيه: “لقد جلبت على نفسي ذنبًا كبيرًا، وأعتذر لعائلات الضحايا، وأنا مستعد لتحمّل كامل العقوبة القانونية.”
رغم هذا الاعتراف، امتنع المتهم عن تقديم توضيحات بشأن علاقته المزعومة بتنظيم داعش. وإذا أدين رسميًا، فقد يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.
وكانت جريمة زولينغن قد أثارت صدمة عنيفة في الشارع الألماني، وتسببت حينها بموجة جدل سياسي واسعة حول قضايا الهجرة وجرائم الأجانب، خاصة مع اقتراب الانتخابات العامة التي جرت في فبراير/شباط الماضي، وأسفرت عن فوز التيار المحافظ بقيادة فريدريش ميرتس المعروف بتوجهاته المتشددة إزاء ملف اللجوء.
وفي أعقاب تشكيل الحكومة الجديدة مطلع مايو الجاري، أعلنت برلين إجراءات صارمة تضمنت إغلاق الحدود أمام المهاجرين غير النظاميين، وتوسيع عمليات الترحيل إلى كل من سوريا وأفغانستان، في خطوة اعتبرها مراقبون استجابة مباشرة للهجوم الذي نفذه الحسن وسواه من الحوادث المشابهة.
وتواصل المحكمة العليا في دوسلدورف النظر في القضية التي من المتوقع أن تحظى بمتابعة إعلامية وسياسية مكثفة، لما تحمله من رمزية بالغة التأثير في ملف الهجرة والسياسات الأمنية داخل ألمانيا.



