دمشق تُكرّم باسل شحادة لأول مرة منذ استشهاده : عرض علني لأعماله ونقاش مفتوح عن ثورة الجسد والمكان

بعد 13 عاماً على استشهاد المخرج والناشط باسل شحادة، شهدت العاصمة السورية دمشق، للمرة الأولى، فعالية علنية لتكريمه، في تحول لافت يعكس تغيراً جزئياً في تعاطي المشهد الثقافي مع رموز الثورة.

الفعالية أقيمت في “بيت فارحي” بدمشق القديمة، حيث عرضت مقاطع من أفلامه الوثائقية، تلاها حوار بعنوان “الثورة والجسد والمكان” شارك فيه فنانون وناشطون.

شحادة، الذي استشهد خلال قصف لقوات النظام في حي الصفصافة بحمص أثناء توثيقه للدمار في أيار 2012، ظل لسنوات رمزاً مغيّباً في الفضاء العام بسبب مواقفه الثورية، لكن مشاهد تداولها ناشطون على وسائل التواصل هذا الأسبوع أظهرت زملاءه وأصدقاءه وهم يضعون الورود على شاهد رمزي يحمل صورته، في خطوة توثيقية غير مسبوقة في قلب دمشق.

كما تداول السوريون لأول مرة تسجيلاً نادراً لمراسم العزاء التي أقيمت له سرّاً في كنيسة بحمص بعيد استشهاده، وهي المراسم التي مُنعت من إقامتها علناً حينها، وسط رقابة شديدة فرضها النظام على منزل عائلته في حي القصاع الدمشقي.

شحادة، ابن القصاع، وُلد لعائلة مسيحية، وتخرج من كلية الهندسة المعلوماتية بدمشق قبل أن يحصل على منحة فولبرايت لدراسة السينما في الولايات المتحدة. لكن الثورة التي انطلقت في 2011 دفعته للعودة إلى بلده، حيث أصبح من أبرز الأسماء التي سخّرت العدسة لمواجهة رواية النظام وتوثيق لحظات التحول الشعبي.

استشهاد باسل إلى جانب المصور أحمد الأصفر وناشطين آخرين، لم يُنهِ حضوره، بل جعله من أكثر الشخصيات تأثيراً في الذاكرة الثورية السورية، وأحد أبرز رموز الفن الملتزم بالحرية والعدالة.

………………………………….

مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى