فرنسا: جدل واسع حول منع التدخين في شرفات المقاهي والمطاعم

باريس – مرهف مينو

أعلنّت وزيرة الصحة الفرنسية، كاثرين فوتران، يوم الخميس 29 مايو، عن تطبيق حظر شامل للتدخين في جميع الأماكن العامة التي يتواجد فيها الأطفال، ابتداءً من 1 يوليو القادم. وتشمل هذه الأماكن الشواطئ، المتنزهات والحدائق العامة، محيط المدارس، مواقف الحافلات، والمرافق الرياضية، في خطوة تهدف إلى حماية الأطفال من أضرار التدخين السلبي.

وقالت فوتران في تصريحات لقناتي Ouest-France وFrance 2 إن “التدخين يجب أن يختفي حيث يوجد أطفال”، مشيرة إلى أن التدخين ما زال يتسبب في وفاة 200 شخص يوميًا في فرنسا، أي حوالي 75 ألف وفاة سنويًا. وأضافت أن المخالفين للحظر قد يتعرضون لغرامة تصل إلى 135 يورو.

ويأتي هذا القرار ليُكمل حركة مكافحة التدخين التي بدأت عام 2007، والتي شهدت حظر التدخين في الأماكن المغلقة مثل المقاهي والمطاعم. مع ذلك، لا يشمل الحظر الجديد شرفات المقاهي والمطاعم، ولا السجائر الإلكترونية.

لكنّ هذه النقطة الأخيرة تثير جدلاً واسعًا، حيث تدعو جمعيات مكافحة التدخين إلى تمديد الحظر ليشمل الشرفات الخارجية، وذلك للحد من التدخين السلبي، الذي يُشكل خطرًا على غير المدخنين، خاصة الأطفال والمراهقين. وأظهرت دراسة حديثة أن 68% من الفرنسيين يؤيدون حظر التدخين على الشرفات في المقاهي والمطاعم.

ويشير خبراء الصحة إلى أن التدخين السلبي لا يقتصر على الهواء المحيط بالفرد المدخن، بل يمتد ليشمل ما يُعرف بالتدخين السلبي الثالث، حيث تلتصق جزيئات الدخان بالملابس والأثاث، مما يُشكل بيئة صحية ضارة خصوصًا في الشرفات المغلقة أو شبه المغلقة، التي تشبه “الأحواض الزجاجية” كما وصفها بعض الأطباء.

في المقابل، يعارض مهنيون من قطاع المطاعم والحانات هذه التوسعة المحتملة، خوفًا من فقدان الزبائن، خصوصًا في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجه القطاع. ويخشى البعض أن تؤدي هذه القيود إلى “نقل المشكلة” فقط إلى خارج الشرفات، مما لا يُخفّض من أضرار التدخين السلبي.

تؤكد وزيرة الصحة أن الحظر يهدف إلى حماية الأطفال وضمان حقهم في هواء نظيف، مؤكدة أن حرية التدخين تنتهي عند حقوق غير المدخنين.

وبهذا القرار، تصبح فرنسا واحدة من الدول التي تتخذ خطوات متقدمة للحد من التدخين في الأماكن العامة، مع استمرار النقاش حول مدى شمولية الحظر ليصل إلى الشرفات والمناطق الخارجية للمقاهي والمطاعم.