
سقوط “أبو حسن”: الأمن السوري يعتقل رئيس مفرزة حسياء بعد تورطه في انتهاكات جسيمة
في تطور لافت ضمن حملة وزارة الداخلية السورية لملاحقة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، أعلن فرع الأمن العام في محافظة حمص عن إلقاء القبض على المساعد أول طلال درغام، المعروف بلقب “أبو حسن”، والذي شغل منصب رئيس مفرزة الأمن في المنطقة الصناعية بحسياء.
سجل دموي واعترافات أولية
جاء الاعتقال بعد عملية متابعة دقيقة وجهود أمنية مكثفة، كشفت عن ضلوع درغام في سلسلة من الانتهاكات الجسيمة، من بينها أعمال تشبيح وتصفية مدنيين بالتنسيق مع تجار وصناعيين في المنطقة، حسب ما ورد في اعترافاته الأولية عقب إلقاء القبض عليه.
وبحسب مصدر أمني، من المتوقع إحالة درغام إلى القضاء المختص لمحاسبته، مع فتح تحقيقات موسعة تشمل عددًا من المتعاونين والمخبرين، في قضايا تتعلق بـ الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي بحق مدنيين.
مفرزة حسياء.. ذراع القمع الصناعي
تُعد مفرزة الأمن في حسياء إحدى وحدات شعبة الأمن العسكري، وكانت تشرف على المنطقة الصناعية الواقعة جنوب حمص. وقد اشتهرت هذه المفرزة في السنوات الأخيرة بسجلها الحافل بالتجاوزات الأمنية، خاصة في ما يخص التضييق على العائدين من التهجير القسري.
ففي عام 2019، سلمت المفرزة قوائم بأسماء نحو 400 شخص سُمح لهم بالعودة إلى مدينة القصير، بالتنسيق مع ضباط من الأمن العسكري وقيادات في حزب البعث، ووضعتهم تحت رقابة أمنية صارمة. كما حصلت على 150 كرفانة من مؤسسة الإسكان العسكري لإيواء العائدين ضمن هذه الإجراءات.
وفي مارس من نفس العام، سُلّمت قوائم إضافية تضم 300 اسم من أبناء بلدة البويضة الشرقية حصلوا على موافقات أمنية للعودة، إلا أن عدداً منهم، خصوصاً من تربطهم صلات قرابة بمعارضين سياسيين، تعرضوا لاحقًا للاعتقال التعسفي، ولا يزال مصير بعضهم مجهولاً حتى اليوم.
اعتقال “أبو حسن” يُعد تحولاً لافتاً في التعاطي الرسمي مع ممارسات أمنية كانت تتم تحت غطاء الإفلات من العقاب، ويُنظر إليه كخطوة رمزية باتجاه إعادة ضبط العمل الأمني وإزالة الحصانة عن بعض المتنفذين داخل أجهزة السلطة.


