
صور ووثائق تكشف رفات جماعية تعود لأحداث الثمانينات في “باب السباع ” حمص
كشف الصحفي والناشط خالد التلاوي، عبر منشور على صفحته في فيسبوك، عن صور التقطها بنفسه توثق العثور على رفات بشرية أثناء عمليات دفن شهداء في مقبرة “باب السباع” بمدينة حمص عام 2011. الصور والمعلومات التي نشرها تلقي الضوء على واحدة من أكثر القضايا حساسية في تاريخ المدينة، وتعيد فتح ملف المقابر الجماعية المرتبطة بانتهاكات النظام السوري في الثمانينات.
وبحسب ما ورد في المنشور، فقد تم العثور على بقايا عظام بشرية أثناء حفر قبر جديد، وتبيّن وجود جثتين في نفس الموقع، مع ساعة يدوية وقدّاحة (ولاعة) قديمة بجانب العظام، ما يدل على أن الجثث تعود لفترة زمنية بعيدة. ووفق روايات من أبناء الحي، يُرجّح أن تكون هذه الرفات تعود لضحايا تم تصفيتهم ودفنهم سرًّا إبان حملة القمع التي شنها نظام حافظ الأسد خلال أحداث الإخوان المسلمين في ثمانينات القرن الماضي.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحد كبار السن من سكان “باب السباع” قال إن “عناصر من المخابرات كانت تأتي ليلًا وتحفر حفرة كبيرة، وتقوم برمي الجثث داخلها ودفنها فوق بعضها البعض”، ما يشير إلى عمليات دفن جماعي سرّي كانت تُنفذ خارج أي إطار قانوني أو إنساني.
ويؤكد كل من “أبو محمد” و”أبو حسن الشعار” – وهما من المتطوعين الذين كانوا يتولون دفن الشهداء خلال الثورة السورية عام 2011 – دقة الواقعة، ويقولان إن العظام التي كُشف عنها مدفونة بشكل فوضوي، ما يعكس طريقة دفن جماعية ومتعمدة.
وتسلّط هذه الحادثة الضوء على طبيعة العداء الذي أظهره نظام حافظ الأسد تجاه معارضيه، لا سيما من أبناء الطائفة السنية، منذ استيلائه على السلطة بانقلاب عسكري عام 1970، وما أعقبه من حملات تصفية واعتقال واختفاء قسري لم يُكشف عن معظم تفاصيلها حتى اليوم.
الصور التي التقطها التلاوي، وما وثّقته الذاكرة الشفوية لأهالي الحي، قد تكون جزءًا من أدلة أوسع حول جرائم ضد الإنسانية يُشتبه بارتكابها في سوريا على مدى عقود.
مرهف مينو – مصدر