
مقبرة جماعية في “خربة السودا” : عدالة مؤجلة وألم لا يندمل
في مشهد يعيد فتح جراح السوريين، عثرت قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني، على مقبرة جماعية في قرية خربة السودا شمالي حمص، تضم رفات 11 ضحية، بينهم سبعة أطفال، تعود إلى عام 2013.
ووفق المعلومات الأولية، ارتُكبت هذه المجزرة خلال حملة عسكرية شنّها نظام الأسد البائد على القرية، ترافقت مع عمليات تصفية ميدانية بحق المدنيين، في سياق ممنهج من القتل والإخفاء القسري.
منى … أم تبحث عن العدالة لا الانتقام
في موقع المقبرة، كانت منى عبد الرحيم، إحدى الناجيات، تحاول التعرف إلى بقايا أفراد عائلتها الذين فقدتهم قبل أكثر من عقد. اقتحم مسلحون منزلها وقتلوا زوجها وأطفالها الأربعة، ثم أحرقوا جثثهم ودفنوها سرًا.
“لا أريد انتقامًا، فقط أن يُعرف من قتل أطفالي… وأن يُمنع من قتل غيرهم”، كلمات قليلة تختصر حجم الفاجعة، لا لأسرة واحدة فحسب، بل لوطن كامل.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شواهد صامتة على جرائم الأسد
هذه المقبرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. فمنذ بدء التحرير، يتم الكشف بشكل متكرر عن مقابر جماعية في أنحاء سوريا، كلها تحمل بصمة النظام البائد الذي اعتمد العنف وسيلة لإخماد أصوات المطالبين بالحرية.
كل مقبرة مكتشفة تمثل شاهدًا على الجريمة، ودليلًا إضافيًا على غياب المساءلة. ويظل السؤال الحاضر في أذهان السوريين: متى تتحقق العدالة؟
تؤكد منظمات حقوقية وناشطون أن العدالة الانتقالية لم تعد ترفًا أو شعارًا، بل ضرورة حتمية لكشف الحقيقة، وردّ الحقوق، وإنصاف الضحايا. فالألم المستمر، والمقابر التي لا تكفّ عن البوح، تقول إن أي سلام لا يُبنى على العدالة، هو سلام زائف.
في خربة السودا، وبين رفات الأطفال، لا تزال أرواح الضحايا تنتظر اعترافًا وعقابًا لمن قتلها… ولو بعد حين.
؟
علا ابو صلاج – حمص – مصدر