وسيم الأسد خلف القضبان : سقوط أحد أبرز رموز الجريمة المنظمة في سوريا

في خطوة طال انتظارها، تم اليوم إلقاء القبض على وسيم بديع الأسد، أحد الأسماء الأكثر ارتباطًا بعالم الجريمة في سوريا، حيث طالما ارتبط اسمه بسلسلة طويلة من الانتهاكات، بدءًا من سرقة السيارات وتشكيل عصابات، وصولاً إلى تجارة المخدرات العابرة للحدود وعمليات القتل.

هذا الاعتقال أعاد فتح ملفات مظلمة لطالما بقيت طيّ الكتمان، تتعلق بعائلة الأسد، التي استغل أفراد منها مواقعهم ونفوذهم داخل بنية النظام السوري لترسيخ شبكات جريمة متشابكة تتجاوز الحدود السورية.

وسيم الأسد، المعروف لدى الأوساط الأمنية منذ ما قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، بدأ نشاطه الإجرامي بسرقة السيارات وحيازة السلاح بشكل غير قانوني. ومع تصاعد الأحداث في البلاد، توسعت أنشطته لتشمل تهريب المخدرات وتشكيل ميليشيات مسلّحة، حيث برز اسمه كحلقة وصل قوية مع نوح زعيتر، أحد أكبر مهربي الكبتاغون في لبنان. هذه العلاقة تسلط الضوء على دور وسيم في ترسيخ تجارة المخدرات كرافد اقتصادي بديل للنظام السابق، في ظل العقوبات الدولية التي خنقت موارده.

عائلة الأسد : سجلٌ متخمٌ بالجرائم ونفوذ يحمي الفساد

ما حدث مع وسيم لا يُعد استثناءً داخل عائلته، بل يعكس نمطًا متجذرًا من الجريمة المنظمة داخل بيت بديع الأسد، عمّ رئيس النظام السوري بشار الأسد. تشير السجلات الجنائية إلى تورط ما لا يقل عن 12 من أبنائه في جرائم جنائية متفاوتة الخطورة، من التزوير والاحتيال، إلى التهريب وتشكيل العصابات.

ورغم صدور مذكرات توقيف بحق عدد كبير منهم، ظلت معظم هذه القرارات معلّقة، بلا تنفيذ، في ظل غطاء من الحصانة السياسية والاجتماعية. بل إن بعض المتورطين ما زالوا يشغلون مناصب رفيعة، مثل عضوية “مجلس الشعب”، ما يكشف عن بنية دولة ظلّت لسنوات تُدار من قبل شبكة محصّنة من الخارجين عن القانون.

القبض على المجرم وسيم الأسد بتهم الاتجار بالمخدرات وجرائم جنائية في عهد ابن عمه بشار

ملف أولاد بديع الأسد : نماذج على الجريمة المحمية

وفيما يلي نظرة على أبرز الأسماء ضمن هذه الشبكة العائلية:

  1. أحلام الأسد (مواليد 1976): مطلوبة للإنتربول على خلفية قضايا دولية.

  2. انتصار الأسد (1971): متهمة بتزوير شهادة جامعية ومتزوجة من الشبيح المعروف جهاد بركات.

  3. بشار بديع الأسد (1978): يحمل أكبر سجل جنائي بين إخوته، بـ13 مذكرة توقيف تشمل تشكيل عصابة، محاولة قتل، وسرقة.

  4. صادق الأسد (1974): متهم بالسلب باستخدام العنف.

  5. طارق الأسد (1976): ورد اسمه في ثلاث قضايا، منها السرقة والإساءة لموظف عام.

  6. عمار الأسد (1970): عضو في مجلس الشعب ومطلوب للإنتربول، ووجهت له اتهامات بإطلاق نار ومشاجرات.

  7. غياث الأسد (1968): متورط في قضية مخدرات.

  8. لؤي الأسد (1978): متهم بتشكيل عصابة أشرار.

هذه الوقائع، المدعومة بوثائق رسمية، لا تمثل سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، بحسب مصادر مطلعة. فما خفي من جرائم هذه العائلة، التي تصدّرت المشهد الأمني والاقتصادي في سوريا، قد يكون أعظم وأكثر وحشية.

؟

مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى