“دم الكنائس المسكوت عنه”.. شابة مسيحية توثق قصف دور العبادة في سوريا وتتهم النظام السابق

أثارت تغريدة نشرتها شابة سورية مسيحية على منصة “إكس” جدلاً ، بعدما نشرت قائمة تفصيلية بأسماء الكنائس التي تعرّضت للقصف في سوريا خلال الفترة بين عامي 2011 و2020، متهمةً النظام السابق بتنفيذ هذه الهجمات، ومتحدثة عن “صمت مخجل” من قبل بعض القيادات الدينية المسيحية في ذلك الوقت.

وتحت وسم #كنائس_سوريا_تحت_النار، أوردت المغرّدة ، أكثر من 40 كنيسة تم قصفها أو استهدافها بشكل مباشر في محافظات مختلفة، منها حمص وريف دمشق وحلب وإدلب ودير الزور، بالإضافة إلى وادي النصارى والساحل السوري.

وكتبت الشابة في تغريدتها: “عندما كانت تقصف كنائسنا من قبل النظام السابق، كان غالبية رجال ديننا المسيحي منبطحين تحت البوط الأسدي”.

قائمة تُدين الصمت

تضمّنت القائمة كنائس بارزة في مدينة حمص، مثل كنيسة السيدة العذراء (أم الزنار) التي استُهدفت سبع مرات، وكنيسة مار يوحنا في حي الحميدية، وكنيسة السريان الأرثوذكس، إضافة إلى كنائس في داريا وحرستا ومعلولا والزبداني في ريف دمشق، كانت جميعها شاهدة على فصول دامية من الحرب.

كما أشارت إلى استهداف كاتدرائية مار إلياس في حلب، وكنائس أخرى في إدلب ودير الزور واللاذقية والسويداء، مؤكدةً أن القائمة “تستثني الكنائس التي فجّرها تنظيم داعش أو جماعات متطرفة مرتبطة به”، ما يضع المسؤولية المباشرة – بحسب رأيها – على “قوات النظام السابق ووحداته العسكرية في تلك المناطق”.

توثيق سابق يتقاطع مع الشهادة

بحسب تقارير لمنظمات دولية، بينها منظمة “كريستيان سوليداريتي إنترناشونال” و”أوبن دورز”، فإن العشرات من الكنائس السورية تعرضت للتدمير أو التضرر خلال النزاع، من بينها كنائس استخدمت كثكنات عسكرية أو استُهدفت خلال حملات قصف عشوائي في أحياء المعارضة.

وفي عام 2014، اتهمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة قوات النظام السوري باستخدام “المدفعية الثقيلة والطيران لاستهداف مناطق مدنية ذات كثافة سكانية مسيحية، خاصة في أحياء حمص القديمة ومعلولا ويبرود”.

بين الغضب والخذلان

أثارت التغريدة ردود فعل متباينة، حيث عبّر كثيرون من النشطاء المسيحيين والعلمانيين عن امتنانهم لتوثيق ما وصفوه بـ”الذاكرة الدامية التي تم تجاهلها”، في حين انتقد آخرون “زج الكنائس في النزاع السياسي”، معتبرين أن “كل السوريين دفعوا الثمن، بغض النظر عن دينهم”.

لكن صوت المغردة المسيحية جاء مختلفًا، إذ أكدت في تغريداتها اللاحقة أنها “لا تسعى إلى إثارة الفتنة، بل إلى استعادة كرامة مجتمع صمت طويلاً عن قصف كنائسه بحجة الوطنية”، بحسب تعبيرها.

البطريرك يازجي يحمّل الحكومة السورية مسؤولية تفجير “كنيسة مار إلياس”

أجراس العديد من الكنائس في سوريا توقفت عن القرع خلال سنوات الحرب، وبعضها تحوّل إلى ركام أو صُلبانه بقيت معلّقة على جدران نصف مدمّرة. وبينما تحاول سوريا اليوم كتابة سردية جديدة عن الحرب والعدالة والمصالحة، تظلّ ذاكرة الكنائس المقصوفة منسية، ما لم يتحول توثيق شابةٍ على تويتر إلى ملف تحقيق دولي يُعيد فتح أسئلة العدالة الانتقالية، بلا استثناء أو انتقائية.

؟

مرهف مينو – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى