
اعتقال أحد أبرز مجرمي صيدنايا يعيد مأساة داريا إلى الواجهة
أثار نبأ اعتقال محمد شلهوم، أحد أبرز المسؤولين السابقين عن الجرائم التي ارتكبت في سجن صيدنايا سيئ الصيت، موجة تفاعل واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن أعاد إلى الأذهان سلسلة من المآسي التي عاشها السوريون في السنوات الأولى من الثورة، لا سيما في مدينة داريا بريف دمشق.
وبحسب رواية وثقها ناشطون سوريون، فإن بداية الثورة شهدت اختفاء شابين من عائلة واحدة في داريا، أحدهما تم العثور عليه لاحقاً، لكنه كان مشوهاً بالكامل بعد أن تعرض لتعذيب وحشي على يد عناصر من قوات النظام. وتمثلت آثار التعذيب بقطع أذنيه وأنفه وتحويل جسده إلى “نيشان” للتصويب، حيث وُجدت طلقات نارية في عينيه وأجزاء متعددة من جسده.
ورغم بشاعة المشهد، تمكنت والدة الشاب من التعرف عليه، في لحظة وصفت بأنها من أقسى لحظات الحرب، حيث لم تبكِ الأم، بل اكتفت بالأنين، قبل أن تتوفى بعد أسبوعين من الحادثة متأثرة بصدمة المشهد.
وتشير المصادر إلى أن الابن الآخر من العائلة ذاتها ظل مفقوداً لسنوات، قبل أن يُعلن لاحقاً أنه كان من بين من أُعدموا داخل سجن صيدنايا، وفقًا لسجلات تم تسريبها لاحقًا.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتعد هذه القصة واحدة من آلاف القصص التي طالت عائلات سورية فقدت أبناءها في ظروف مشابهة، حيث يمثل سجن صيدنايا رمزًا للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام السوري على مدار سنوات الحرب، بما في ذلك التعذيب الممنهج والإعدام الجماعي والاختفاء القسري.
ويُعتبر محمد شلهوم من أبرز المتهمين بإدارة وتنفيذ تلك الانتهاكات، حيث طالبت منظمات حقوقية مراراً بملاحقته ومحاكمته أمام القضاء الدولي، إلى جانب عشرات المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا.
ويُنتظر أن يشكل اعتقال شلهوم، في حال تأكيده رسميًا، بداية لمسار قضائي مرتقب قد يفتح الباب أمام محاسبة المتورطين في الانتهاكات داخل سجون النظام، وعلى رأسها صيدنايا، الذي وصفته “منظمة العفو الدولية” في تقارير سابقة بأنه “مسلخ بشري”.


