
سوريا تُطلق هويتها البصرية الجديدة وسط حملة رقمية وفعاليات جماهيرية شاملة
أطلق نشطاء سوريون حملة رقمية واسعة تحت وسم #هوية_تجمعنا، بالتزامن مع الإعلان الرسمي عن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، في خطوة رمزية تعبّر عن انطلاقة وطنية موحّدة تعكس رؤية الدولة السورية في مرحلة ما بعد الحرب.
وتسعى الحملة إلى تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ رموز السيادة والتجدد، عبر إبراز الشعار الجديد والرموز البصرية المرافقة له، وسط تفاعل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج.

فعالية مركزية في دمشق
ومن المقرر أن تُقام مساء اليوم فعالية مركزية في ساحة الجندي المجهول بالعاصمة دمشق عند الساعة التاسعة مساء، للإعلان الرسمي عن الهوية الجديدة، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وكبار مسؤولي الدولة، وممثلين عن المجتمع المدني والإعلاميين.
وبحسب مصادر رسمية، تشمل الهوية البصرية الجديدة تعديلاً في الشعار الوطني المستخدم على كافة الوثائق والرموز السيادية، بما في ذلك بطاقات الهوية وجوازات السفر والعملة الرسمية، في خطوة تمهّد لمرحلة تنفيذية موسعة لتحديث واجهات الدولة شكلاً ومضموناً.
فعاليات متزامنة في المحافظات
وتنظم المحافظات السورية فعاليات جماهيرية متزامنة عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، احتفاءً بالهوية الجديدة، حيث تشهد الساحات العامة في إدلب، حلب، حمص، اللاذقية، السويداء، ودرعا عروضاً فنية وثقافية وحوارات مجتمعية حول رمزية الهوية البصرية ودلالاتها الوطنية.
وتهدف هذه الفعاليات إلى إبراز وحدة الجغرافيا والرمز والرؤية في دولة تتجه نحو التعافي، وتعكس إرادة السوريين في إعادة صياغة مستقبلهم برموز وطنية جامعة.
تغيير جذري في الشعار الرسمي
وكانت مصادر مطلعة في دمشق قد أكدت أن العمل على الهوية البصرية الجديدة بدأ منذ أكثر من عام، وشمل مراجعة تفصيلية للرموز التاريخية، ولا سيما شعار العقاب المعتمد منذ عام 1980 وفق القانون رقم 37، والذي سيتم استبداله أو تعديله ليواكب متغيرات المرحلة.

ويُعد “العقاب” رمزاً سيادياً استخدم تاريخياً لتمثيل القوة والكرامة والأنفة، وقد ارتبط في المخيال الشعبي السوري بفترة الحكم المركزي في عهد النظام السابق، إذ ظهر العقاب على جميع وثائق الدولة، من العملة الوطنية إلى ترويسات الوزارات والمؤسسات الرسمية.
ويعود أول تصميم لشعار العقاب إلى الفنان خالد العسلي عام 1945، حيث استلهمه من رايات قريش وجيوش خالد بن الوليد، فيما شكّل اعتماد “نسر صلاح الدين” خلال الوحدة السورية – المصرية عام 1958 سبباً في خلط شعبي بين رمزي “النسر” و”العقاب”.
مراقبون : مرحلة تأسيس لهوية ما بعد الحرب
ويرى مراقبون أن إعلان الهوية البصرية الجديدة يعكس تحوّلاً في مفهوم الدولة السورية من مركزية الحكم نحو رمزية تشاركية جامعة، تحمل في طياتها ملامح من التاريخ، ورؤية للمستقبل، دون الانفصال عن جذور الدولة ومؤسساتها.
كما تشير هذه الخطوة، وفق محللين، إلى محاولة لإعادة ترميم العلاقة بين المواطن والدولة، من خلال لغة بصرية حديثة تُعيد تقديم سوريا للعالم بهوية أكثر ديناميكية وتماسكاً.
وتبقى التحديات الأبرز في مدى قدرة هذه الهوية الجديدة على التغلغل في الوعي الجمعي للسوريين، بعد سنوات من الانقسام والشتات، ووسط واقع معيشي واقتصادي متأزم يتطلب مقاربة عملية تتجاوز الشعارات إلى السياسات العامة والعدالة الاجتماعية.

مصدر


