الرقة تحت الصدمة : اختفاء أربعة قاصرين واتهامات لـ”قسد” بترسيخ الفوضى الأمنية

أفادت مصادر محلية في مدينة الرقة عن اختفاء أربعة قاصرين في ظروف غامضة منذ يوم الخميس الماضي، وهم: يزن شعبو، إحسان شعبو، صبحي محمد الكضيب، ومحمد علي النحاس، وسط حالة من الذعر والترقب تسود الأوساط الشعبية في المدينة.

وأطلق أهالي الأطفال المفقودين نداءات استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للعثور عليهم أو الحصول على معلومات حول مصيرهم، في ظل تصاعد حالة الفوضى الأمنية التي تشهدها الرقة، وتكرار حوادث القتل والاختطاف والسطو المسلح.

ويأتي هذا الحدث بعد أيام فقط من حادثة مروعة راح ضحيتها الطفل علي عباس العوني (13 عاماً)، الذي قُتل برصاص عناصر من “قسد” قرب حاجز الصوامع شمال المدينة، أثناء قيامه بجمع حبوب القمح المتسربة من شاحنات نقل المحصول.

وقد أقرت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ”قسد” بمسؤولية أحد عناصرها عن الجريمة، مشيرة إلى أن الجاني فرّ من الخدمة ويجري تعقبه، مع تأكيدها أن الحادثة “لا تعكس القيم المؤسسية” للأسايش، بحسب بيان رسمي.

وفي حادثة مشابهة، قُتل الطفل فريد محمود الهربش وأُصيب الطفل محمد خليل الحمدون بجروح خطيرة، جراء إطلاق نار من قبل عناصر “قسد” في منطقة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، أثناء محاولتهما منع سرقة فاكهة من أرضهما الزراعية، وفق ما أكده ذوو الضحيتين.

احتجاجات شعبية وتنديد بانعدام الأمن

وأثارت هذه الانتهاكات موجة تنديد واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون بمحاسبة الجناة ووضع حد للانفلات الأمني في مناطق سيطرة “قسد”.

ويشكو أهالي الرقة وعموم سكان شمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة “قسد”، من تفاقم الفساد، انتشار المحسوبيات، وازدياد معدلات الجريمة وتجارة المخدرات، إضافة إلى تدهور حاد في مستوى الخدمات الأساسية.

ورغم توقيع اتفاق في 10 آذار/مارس 2025 بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، والذي نصّ على تعزيز التنسيق وتوحيد الإدارة في شمال شرق سوريا، إلا أن الأوضاع الأمنية والمعيشية لم تشهد تحسناً ملموساً، مما أدى إلى احتقان شعبي متصاعد في الرقة والمناطق المجاورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى