
مقبرة نجها قرب دمشق تحوّلت إلى مدفن جماعي لضحايا المجرم بشار
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تحقيق استقصائي جديد، عن أن مقبرة “نجها” الواقعة على بعد نحو خمسة أميال جنوب العاصمة دمشق، تحوّلت خلال السنوات الماضية إلى أحد أكبر المدافن الجماعية في سوريا، حيث دُفنت فيها آلاف الجثث التي تعود لمعارضين سوريين قضوا تحت التعذيب أو أُعدموا من قبل النظام السوري منذ عام 2011.
وبحسب الصحيفة، استخدمت قوات النظام المقبرة لدفن ضحايا قتلوا بعد احتجازهم في معتقلات وسجون مثل صيدنايا، أو بعد نقلهم من مستشفيات عسكرية كمستشفى تشرين وحرستا، حيث كانت الجثث تُنقل بواسطة شاحنات مبردة وتُلقى في خنادق عميقة محفورة مسبقاً.
وقد استعانت الصحيفة بتقنية التصوير الثلاثي الأبعاد وصور أقمار صناعية تغطي الفترة من 2011 إلى 2024، إلى جانب مقابلات مع أكثر من عشرين شاهداً بينهم عمال دفن وسائقون وجيران، لتوثيق كيفية تحويل المقبرة تدريجياً إلى موقع لدفن جماعي منهجي. وبيّن التحقيق أن بعض الخنادق في المقبرة بلغ طولها 77 قدماً وعمقها 13 قدماً، وكانت تُستخدم لدفن مئات الجثث دفعة واحدة.
وأكد عدد من الشهود أن النظام كان يدفن العديد من الجثث في القبر الواحد، فيما تمت عمليات الدفن في ساعات الليل أو الصباح الباكر تحت حراسة مشددة، وبتهديدات مباشرة من ضباط المخابرات. وقال أحد العاملين في المقبرة إن ضابطاً هدده بالدفن في الحفرة إذا لم يُكمل إنزال الجثث بالجرافة.
وتشير الصور التي حلّلتها الصحيفة إلى أن عمليات الدفن الجماعي بدأت تتسارع بحلول عام 2012، وتراجعت مؤقتاً في 2013 بعد تقدم المعارضة، قبل أن تُستأنف بشكل مكثّف لاحقاً، وخصوصاً بعد عام 2018، حين ظهرت خنادق جديدة ضخمة في صور الأقمار الصناعية، بعضها تجاوز طوله 90 متراً.
التحقيق كشف أيضاً عن جهود محلية ودولية تُبذل حالياً لتحديد مواقع المقابر الجماعية في سوريا، وأكد أن مقبرة نجها كانت معروفة مسبقاً كموقع للدفن السري، إلا أن هذا التحقيق يوثق لأول مرة كيفية تطويرها بشكل منظم على يد النظام.
وتُقدّر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 160 ألف معتقل لا يزالون في عداد المفقودين داخل سوريا، فيما قالت كاثرين بومبرغر، مديرة اللجنة الدولية للمفقودين، إن المقابر الجماعية التي اكتُشفت في سوريا “أكبر من أي شيء تم التعامل معه من قبل المنظمة في أي منطقة أخرى من العالم”.
متابعة مصدر


