
الولايات المتحدة تُلغي تصنيف “جبهة النصرة” و”هيئة تحرير الشام” من قائمة المنظمات الإرهابية
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين 7 تموز/يوليو 2025، إلغاء تصنيف كل من “جبهة النصرة” و”هيئة تحرير الشام” وجميع مسمياتها السابقة كمنظمات إرهابية أجنبية، وذلك بعد توقيع القرار رسمياً من قبل وزير الخارجية ماركو روبيو بتاريخ 23 حزيران/يونيو الماضي.
وأكدت الخارجية الأميركية في بيان رسمي، أن القرار جرى اتخاذه بالتنسيق مع وزارة الخزانة والمدعي العام الأميركي، وأنه سيدخل حيّز التنفيذ فور نشره في السجل الفيدرالي اليوم الاثنين، بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية.
وكانت “جبهة النصرة” قد أُدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية في كانون الأول/ديسمبر 2012، بتهمة الارتباط بتنظيم “القاعدة” في العراق، وجرى لاحقاً إدراجها ضمن قائمة العقوبات المالية الصادرة عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC). وقد أسّسها أحمد الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، أواخر العام 2011، لتصبح لاحقاً أحد أبرز الفصائل المسلحة في سوريا.
وفي تموز/يوليو 2016، أعلن الجولاني فك الارتباط بتنظيم القاعدة، وتغيير اسم الفصيل إلى “جبهة فتح الشام”، ثم أُعلن في كانون الثاني/يناير 2017 عن تشكيل “هيئة تحرير الشام” بعد اندماج عدد من الفصائل تحت مظلتها، إلا أن الولايات المتحدة أبقت على التصنيف الإرهابي حتى تاريخ اليوم.
ويأتي هذا القرار في ظل تغيّرات سياسية وميدانية متسارعة، أبرزها سقوط نظام بشار الأسد، وتولي أحمد الشرع رئاسة الجمهورية، والذي أعلن عقب ذلك عن حل “هيئة تحرير الشام” بشكل نهائي، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإعادة ترتيب المشهد الأمني شمال البلاد.
ورغم أن الإدارة الأميركية كانت قد اعتبرت سابقاً أن محاولات فك ارتباط “النصرة” بالقاعدة لم تكن كافية لتغيير طبيعتها، فإن التطورات الأخيرة، بما في ذلك إعادة هيكلة الفصيل ووقف نشاطه العسكري، ساهمت على ما يبدو في اتخاذ القرار الجديد.
ويُتوقع أن يُمهّد هذا القرار لتحوّلات في طريقة تعامل المجتمع الدولي مع بعض القوى الفاعلة في شمال سوريا، ويعكس مرحلة جديدة من إعادة بناء النظام السياسي بعد سنوات من الحرب والتصنيف الدولي المعقّد للفصائل المسلحة.
مصدر – خاص


