مرصد الفتنة.. كيف يقتات “رامي عبد الرحمن” على أوجاع السوريين؟ … مرهف مينو

لأكثر من عقد، كان اسم “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مرادفاً للتضليل الإعلامي. هذا الكيان، الذي يديره شخص واحد من بريطانيا باسم مستعار هو رامي عبد الرحمن، لم يكن يوماً مرصداً حقوقياً بقدر ما كان منصة لإثارة الفتنة وتشويه الحقائق، مستغلاً مأساة السوريين لخدمة أجندات مشبوهة.
منذ انطلاقة الثورة، أدرك السوريون الأحرار أن هذا “المرصد” ليس إلا أداة تحريض، يلعب على وتر الطائفية ويزرع الشقاق. واليوم، مع كل حدث مفصلي، يعود للظهور من جديد، محاولاً صب الزيت على النار. ففي أحداث السويداء الأخيرة، سارع إلى نشر روايات كاذبة وزجّ اسم حوران في الصراع، في محاولة يائسة لضرب النسيج الاجتماعي في الجنوب السوري.
سجل هذا المرصد حافل بالكذب والتدليس. ففي عام 2013، كشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية حقيقته، مؤكدة أنه يعمل بشكل فردي دون أي وجود حقيقي على الأرض. ومؤخراً، خلال أحداث الساحل، لم يتورع عن إرسال صور شهداء من عناصر الأمن العام الذين تم التمثيل بجثثهم، وتقديمهم لوكالة الأنباء الألمانية على أنهم “مدنيون”، مما اضطر الوكالة لسحب الصور بعد افتضاح كذبته.
هذا هو نهجه الدائم: تحجيم جرائم النظام، كما فعل في مجزرة الكيماوي حين زعم أن عدد الضحايا 187 فقط، بينما تؤكد الأمم المتحدة استشهاد أكثر من 1600.
وفي المقابل، يعمل كناطق رسمي باسم ميليشيات “قسد”، مروجاً لروايتها دون أي تدقيق.
لقد سقط القناع عن أسامة علي سليمان (رامي عبد الرحمن). لم يعد مرصده يجد منبراً إلا على بعض القنوات الإعلامية الرخيصة، بعد أن انكشف دوره كأداة تضليل.
إن الاستناد إلى رواياته اليوم ليس سوى مشاركة، عن وعي أو جهل، في مشروع الفتنة الذي يقتات على دماء السوريين ويهدف إلى تقويض استقرار وطنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى