
بعد فشل ميليشياته .. الهجري “يخضع لدمشق” ويتخلى عن مسلحيه طالباً حماية الدولة
في تحول دراماتيكي يعكس موازين القوى الجديدة على الأرض، أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، التي يتزعمها حكمت الهجري، عن خضوعها الكامل لسلطة الدولة السورية، متخليةً عن الفصائل المسلحة و المجرمين التي رعتها وتسببت في إراقة الدماء والفوضى في محافظة السويداء.
فبعد أن أشعلت ميليشياته فتنة دامية مع عشائر البدو أدت إلى مقتل وجرح العشرات، وبعد أن فشلت هذه المجموعات الإجرامية في فرض سيطرتها، لم يجد الهجري أمامه خياراً سوى الاستسلام للأمر الواقع وطلب الحماية من الحكومة السورية.
وفي بيان رسمي صدر اليوم الثلاثاء، رحبت الرئاسة الروحية بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المحافظة، في خطوة فُسرت على أنها طلب مباشر لنجدة الدولة .
البيان دعا بشكل صريح “الفصائل المسلحة للتعاون الكامل مع هذه القوات وتسليم السلاح طواعية لوزارة الداخلية”، وهو ما يمثل تخلياً علنياً من الهجري عن هذه المجموعات التي ورطها في مواجهات خاسرة.
وجاء في البيان دعوة إلى “حقن الدماء واستعادة الأمن والاستقرار في المحافظة، وبسط الدولة سلطتها من خلال المؤسسات الرسمية”، وهو اعتراف ضمني بفشل مشروع الفصائل المسلحة وعجزها عن إدارة المنطقة، والعودة إلى حضن الدولة كخيار وحيد لا مفر منه.
هذا الموقف الخاضع قوبل بترحيب فوري من السلطات الأمنية. حيث أثنى قائد قوى الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، علق على دعوة الشيخ حكمت الهجري، واصفاً إياها بـ”الموقف الوطني المسؤول”، وهو ما يؤكد أن دمشق قبلت هذا “التراجع” واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة بسط سيادتها الكاملة.
وطالب العميد الدالاتي قادة الفصائل المسلحة “وقف أي أعمال تعيق دخول القوات الحكومية، والتعاون الكامل من خلال تسليم الأسلحة”، مستثمراً هذا التحول في موقف الهجري لإنهاء حالة التمرد المسلح بشكل كامل.
تأتي هذه التطورات لتؤكد أن محاولات خلق كيانات مسلحة خارجة عن سلطة الدولة مصيرها الفشل، وأن الحل الوحيد لإنهاء الفوضى وحماية المدنيين يكمن في عودة مؤسسات الدولة السورية، وهو ما أقر به الهجري أخيراً بعد أن أوصلت ميليشياته ومجرميه المحافظة إلى حافة الهاوية.
مصدر – خاص


