
وزير الإعلام السوري يؤكد وقف إطلاق النار في السويداء استجابة لنداءات دولية
دمشق، 20 يوليو 2025 – أكد وزير الإعلام السوري، حمزة مصطفى، أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم في محافظة السويداء، جاء استجابة لنداءات الوسطاء الدوليين، وبهدف حماية المدنيين والحد من اتساع رقعة النزاع. وأوضح مصطفى أن الدولة السورية عملت منذ بداية التوتر على تجنب مواجهة عسكرية مفتوحة، مؤكداً أن ذلك سيعرقل المسار التنموي للبلاد.
وأشار الوزير إلى أن بعض المجموعات المسلحة اتجهت نحو التصعيد بأعمال انتقام وتهجير ممنهج، بينما تمسكت الدولة بخيار الحلول السياسية والسلمية. واعتبر أن حالة الفوضى التي شهدتها السويداء ليست جديدة، إذ غذتها تحركات عناصر ما يُعرف بـ”المجلس العسكري” الذي ساهم في توسيع الهوة الاجتماعية.
وبين مصطفى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يتكون من ثلاث مراحل أساسية: تبدأ بانتشار قوى الأمن الداخلي لفض الاشتباكات وتأمين الطرق الرئيسية، تليها مرحلة إنسانية تشمل فتح معابر بين السويداء ودرعا لخروج المدنيين والجرحى، ثم مرحلة ثالثة تهدف إلى تفعيل تدريجي لمؤسسات الدولة وفرض القانون، بما يعيد الحياة الطبيعية للمحافظة.

لقاء ثلاثي في عمّان يدعم اتفاق السويداء
في سياق متصل، استضافت العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، لقاءً ثلاثياً جمع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، تناول اللقاء تطورات الوضع في سوريا وجهود تثبيت وقف إطلاق النار الذي أُنجز فجر اليوم في السويداء، في خطوة تهدف إلى حقن الدم السوري وحماية المدنيين.
وخلال المباحثات، أكد الصفدي وباراك دعمهما الكامل للاتفاق، وأشادا بجهود الحكومة السورية لتطبيقه. كما شددا على تضامن الأردن والولايات المتحدة مع سوريا، مؤكدين أن استقرارها ووحدة أراضيها يمثلان ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة بأكملها.
خطوات تنفيذية ودعم دولي للتهدئة
واتفق الصفدي والشيباني وباراك على حزمة خطوات تنفيذية لدعم الاتفاق، أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، وانتشار قوات الأمن السورية في المحافظة، وإطلاق سراح المحتجزين لدى جميع الأطراف. كما ركزت المباحثات على تعزيز جهود المصالحة المجتمعية في السويداء، وإدخال المساعدات الإنسانية، ودعم السلم الأهلي.
ورحب الصفدي وباراك بالتزام الحكومة السورية بمحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات بحق المدنيين، وبمبادراتها الرامية إلى نبذ الطائفية وخطاب التحريض والكراهية. من جانبه، ثمن الشيباني الدور الأردني والأميركي في التوصل إلى الاتفاق، مؤكداً التزام دمشق بتنفيذه خطوة بخطوة حتى عودة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية.
دولياً، حثت باريس اليوم، الأطراف كافة على احترام وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات السورية في السويداء. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن “فرنسا ترحب بإعلان وقف لإطلاق النار في منطقة السويداء. وهي تحضّ الأطراف كافة على احترام كامل له والإحجام عن أيّ فعل أحادي. لا بدّ من أن تتوقّف المعارك وأعمال العنف على الفور”.


