
تحقيق يكشف التسلسل الزمني لمجزرة مستشفى السويداء : من المسؤول؟
في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدها مستشفى السويداء الوطني في 16 يوليو 2025، قدم تحقيق مفصل أجرته منصة “إيكاد فاكتس” تحليلاً زمنياً ومكانياً دقيقاً، يهدف إلى كشف ملابسات المجزرة وتحديد المسؤوليات بين الفصائل الدرزية المحلية وقوات الأمن السورية.
بدأ التحقيق بتتبع الأحداث منذ يوم 15 يوليو، حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة سيطرة مقاتلين دروز على أحياء حيوية في مدينة السويداء. وبحلول المساء، وثقت مقاطع فيديو مصورة من قبل المقاتلين أنفسهم محاصرتهم لمستشفى السويداء الوطني، الذي أكدوا تحصّن عدد من قوات الأمن السورية بداخله.
وأظهر تحليل جغرافي أن الفصائل أحكمت سيطرتها على محيط المستشفى، بدءاً من مبنى قيادة الشرطة والفندق السياحي شمالاً، وصولاً إلى نقاط قريبة جنوب المستشفى. وتوعد المقاتلون في تسجيلاتهم بـ “الدعس على قوات الأمن” المحاصرة، مما شكل مؤشراً خطيراً على نواياهم.

يوم المجزرة : تبادل السيطرة والدماء
في يوم 16 يوليو، تصاعدت وتيرة الأحداث بشكل مأساوي. ظهراً، رُصد هجوم شنته الفصائل الدرزية باتجاه المستشفى. وبعد نحو ساعتين، صرح “مروان كيوان”، أحد شيوخ الدروز البارزين، بأن المقاتلين “قضوا على رجال الأمن” الذين وصفهم بـ “الإرهابيين”، في اعتراف صريح بالسيطرة على المستشفى وتصفية من بداخله.
في المقابل، كانت وزارة الدفاع السورية قد حذرت عبر وكالة “سانا” من تمركز مجموعات مسلحة في المستشفى واستخدامه كمنصة هجومية، داعيةً إلى تحييده.
وبعد الساعة الرابعة عصراً، تغير المشهد الميداني، حيث بدأت الأنباء تتحدث عن استعادة القوات الحكومية السورية السيطرة على المستشفى. ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأت الصور المروعة للمجزرة بالانتشار مساءً، حيث كشفت عن عشرات الجثث لمقاتلين ومدنيين وعناصر يرتدون زي الأمن والجيش السوري، ملقاة في ممرات المستشفى وغرفه.
خلاصة التحقيق
يشير تسلسل الأحداث الذي وثقته “إيكاد” إلى مسؤولية مشتركة ومراحل متعددة من العنف:
يبقى التحقيق شاهداً على يوم دامٍ حوّل صرحاً طبياً إلى مسرح لأعمال عنف مروعة، تاركاً أسئلة مفتوحة حول مصير الضحايا المدنيين الذين سقطوا وسط تبادل إطلاق النار والسيطرة.
؟
؟
مصدر


