لقاء سوري-إسرائيلي مباشر في باريس بوساطة أمريكية

في تطور دراماتيكي يعكس حجم التحولات التي تشهدها المنطقة، عُقد في باريس، يوم الخميس، اجتماع مباشر وغير مسبوق بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في لقاء تاريخي مهّد له المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم براك.
وأكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية انعقاد الاجتماع، الذي يأتي في وقت وصفت فيه واشنطن الوضع في سوريا بأنه عند “منعطف حاسم”، خاصة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء منتصف تموز.
من جهته، أعلن المبعوث الأمريكي توم براك عبر منصة “إكس” أنه التقى في باريس بالمسؤولين السوريين والإسرائيليين “من أجل الحوار وخفض التصعيد”، مضيفاً: “حققنا الهدف من اللقاء.. السوريون والإسرائيليون أكدوا التزامهم باستمرار جهود خفض التصعيد”.
ويُعد هذا الاجتماع هو الأول من نوعه على هذا المستوى الرفيع منذ عقود، والأول على الإطلاق منذ الاشتباكات الأخيرة في السويداء، والتي تدخلت فيها إسرائيل عسكرياً بقصف أهداف حساسة في دمشق تحت ذريعة “حماية الدروز”.
باريس مركز النشاط الدبلوماسي
تتحول العاصمة الفرنسية إلى مركز للنشاط الدبلوماسي المتعلق بالملف السوري، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الوزير جان نويل بارو سيلتقي، يوم الجمعة، بنظيره السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأمريكي توم براك، لمناقشة مستجدات الوضع.
وفي خطوة تظهر تشعب الأزمة، من المقرر أن يجري الوزير الفرنسي اتصالاً هاتفياً مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، مما يشير إلى أن النقاشات لا تقتصر على التهدئة في الجنوب، بل تشمل أيضاً مستقبل مناطق شمال وشرق سوريا.
يأتي هذا في ظل تصاعد التوتر بين دمشق والإدارة الذاتية الكردية، حيث يتعثر تطبيق اتفاق الاندماج الموقع في 10 مارس/آذار الماضي بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي، بسبب خلافات جوهرية حول قضايا مثل شكل الحكم اللامركزي ومستقبل السلاح بيد “قسد”، وهو ما تعتبره دمشق خطاً أحمر.
إن هذا الحراك الدبلوماسي المكثف، الذي يتوج بلقاء مباشر بين دمشق وتل أبيب، يشير إلى أن هناك محاولة جادة تقودها الولايات المتحدة لإعادة رسم قواعد الاشتباك في سوريا، وربما تمهيد الطريق لتسويات أوسع تشمل جميع الأطراف الفاعلة على الساحة السورية.
؟
؟
مرهف مينو – باريس 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى