
الذهب في سوريا يُواصل الانخفاض.. ونقابة الصاغة تحذر: “التزموا بالتسعيرة!”
شهد سوق الذهب السوري اليوم تراجعًا جديدًا في الأسعار، في خطوة قد تُشجّع البعض وتُربك آخرين. فقد انخفض سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطًا بمقدار 10 آلاف ليرة سورية عن سعره قبل يومين، ليُسجل اليوم 960 ألف ليرة للمبيع و940 ألف ليرة للشراء.
ولم يسلم غرام الذهب عيار 18 قيراطًا من هذا الانخفاض أيضًا، حيث وصل سعره إلى 825 ألف ليرة للمبيع و805 آلاف ليرة للشراء، وذلك بحسب النشرة الرسمية الصادرة عن نقابة الصاغة على صفحتها في فيسبوك.
نقابة الصاغة تُشدّد على الشفافية وتمنع الصرافة
وفي ظل هذه التقلبات، شدّدت نقابة الصاغة على ضرورة التزام الصاغة بالتسعيرة الرسمية المُعلنة، وأكدت على أهمية وضعها بشكل واضح على واجهات المحلات. هذه الخطوة تأتي في إطار سعي النقابة لتنظيم السوق وضمان الشفافية في التعامل مع الزبائن، لتجنب أي تلاعب أو استغلال.
يأتي ذلك بعد تعميم سابق من الهيئة العامة لإدارة المعادن الثمينة التابعة لوزارة الاقتصاد والصناعة، والذي يمنع الصاغة منعًا باتًا من العمل في مجال الصرافة. وأكدت الهيئة أن مهنة الصرافة محصورة بشركات مُرخصة من مصرف سوريا المركزي فقط، مُشددة على ضرورة الفصل التام بين نشاطي الصياغة والصرافة في أي محل تجاري مُرخص.
ويرى مراقبون أن هذا التعميم، الذي دخل حيز التنفيذ فورًا، يُعد خطوة مهمة لضبط الأسواق النقدية ومنع التلاعب بأسعار الصرف، خاصة مع انتشار نشاط بعض الصاغة غير المرخصين في تحويل الأموال والاتجار بالعملات الأجنبية بطرق غير قانونية.
ملاذ آمن في زمن التقلبات؟
لم تكن هذه التراجعات بمعزل عن السوق العالمية، فقد شهدت أسعار الذهب العالمية انخفاضات مستمرة على خلفية تراجع حدة التوترات العالمية وتعزيز الدولار لمكاسبه.
وعلى الرغم من هذه التقلبات في الأسواق وتراجع قيمة العملة المحلية، يؤكد محمد أمين السيد، عضو نقابة الصاغة، أن الذهب يبقى الخيار الأوثق لحماية المدّخرات ودعم الاقتصاد الوطني. وتُشير الأرقام إلى تعافي الاحتياطي السوري من الذهب تدريجيًا، حيث ارتفع من 15 طنًا في عام 2014 إلى 26 طنًا في عام 2024. كما تسجل أسعار الذهب أرقامًا قياسية، مع اقتراب الأونصة من 3500 دولار والليرة الذهبية التي تجاوزت 40 مليون ليرة.
ويُفضل العديد من المدّخرين الذهب على العقارات والسيارات في الوقت الحالي. وفي ظل هذا الإقبال الكبير، توقف عدد من الصاغة عن البيع مؤقتًا. ويُشير الخبير الاقتصادي شفيق عربش إلى أن الذهب يبقى “سيد التحوّط وقت الأزمات”، لكنه يُحذر في الوقت ذاته من أن الشراء العشوائي قد يُعرّض المدّخرين للخسائر.
يُذكر أن سوق الصاغة يشهد حالة من التخبط بين الصعود والهبوط، وهو ما يُعزى إلى تأثر أسعار الذهب العالمية، بالإضافة إلى التقلبات في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
مصدر


