العراق: اعتقال 37 عاملاً سورياً في بغداد بتهم “موالاة دمشق”

بغداد، العراق – في تصعيد جديد لحملة التضييق التي تمارسها السلطات العراقية بحق السوريين، اعتقلت قوات الأمن العراقية نحو 37 عاملاً سورياً في بغداد، بتهم تتعلق بموالاة الإدارة السورية الجديدة، مما يثير مخاوف حقوقية حول مصيرهم.
مداهمة ليلية واعتقالات من الأسرّة
وقالت مصادر خاصة إن قوة أمنية عراقية داهمت، ليل الخميس-الجمعة، أماكن منامة العمال في أفران “سنابل شمسين” الشهيرة بمنطقة الدورة في بغداد، واعتقلت 37 عاملاً سورياً من أسرّتهم.
وأوضحت المصادر أن المعلومات الأولية تشير إلى أن التحقيقات معهم تتمحور حول “موالاة الحكومة السورية الجديدة”. وأضافت أن بعض العمال المعتقلين يمتلكون إقامات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية العراقية، بينما كان البعض الآخر مخالفاً لشروط الإقامة. وينحدر العمال من محافظات سورية مختلفة، بينها دمشق وريفها.
وأعرب أصحاب الأفران، الذين يتابعون القضية عبر محامين، عن قلقهم ليس فقط من ترحيل العمال، بل من احتمال تحويلهم إلى القضاء بتهم “ملفقة” تتعلق بعلاقتهم بالإدارة الجديدة في سوريا. يذكر أن أفران “سنابل شمسين” هي استثمار مشترك بين رجال أعمال عراقيين وسوريين.
حكم بالسجن 6 سنوات بسبب صورة
تأتي هذه الحادثة بعد أسبوع واحد من واقعة أخرى أثارت غضباً واسعاً، حيث حكمت محكمة عراقية على الشاب الفلسطيني-السوري، عبد الرحمن مصطفى صالح (20 عاماً)، بالسجن لمدة 6 سنوات.
ووفقًا لـ”مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، فإن التهمة التي وجهت إليه كانت “الإساءة لرموز الدولة”، وذلك لمجرد عثور السلطات على صورة للرئيس السوري أحمد الشرع كخلفية على هاتفه المحمول. وقد وصفت منظمات حقوقية الحكم بأنه “قاسٍ وغير متناسب”، خاصة وأن الشاب لا ينتمي لأي تنظيم سياسي ومعروف بحسن سلوكه.
تضييق مستمر منذ سقوط الأسد
تمثل هذه الحوادث جزءاً من حملة تضييق أوسع تمارسها السلطات العراقية ضد السوريين المتواجدين على أراضيها منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وتشمل هذه الممارسات تجريم أي شخص يظهر ولاءً للإدارة السورية الجديدة أو يرفع علم سوريا الجديد.
ورغم الزيارات التي قام بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد، والتي هدفت إلى تحسين العلاقات، لا تزال هناك تيارات سياسية وعسكرية عراقية تعارض التقارب مع دمشق، وهو ما منع الرئيس السوري أحمد الشرع من حضور القمة العربية في بغداد.
ومؤخراً، نفت كل من وزارتي الداخلية العراقية والخارجية السورية الأخبار التي تحدثت عن قرار عراقي بمنع دخول السوريين خلال فترة الزيارة الأربعينية، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى استمرار التوتر والتدقيق الأمني المشدد بحق السوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى