
أوروبا في قبضة الحرّ والحرائق
أحكمت موجة حر شديدة قبضتها على القارة الأوروبية يوم الثلاثاء، مما أدى إلى اندلاع عشرات الحرائق المدمرة، خاصة في شبه الجزيرة الأيبيرية، وأجبر آلاف السكان على إخلاء منازلهم، فيما أعلنت عدة دول حالة التأهب القصوى.
إسبانيا والبرتغال في قلب الكارثة
تعتبر إسبانيا من أكثر الدول تضرراً، حيث أُبلغ عن عشرات الحرائق المتفاوتة الشدة. وفي مأساة إنسانية، لقي رجلان مصرعهما؛ الأول في حريق اندلع شمال مدريد وأتى على أكثر من 1500 هكتار، والثاني رجل يبلغ من العمر 35 عاماً قضى أثناء محاولته إخماد حريق في منطقة ليون شمال غرب البلاد.
وعلق رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قائلاً: “نحن مُعرّضون لخطر شديد بسبب حرائق الغابات”. وتمت تعبئة نحو ألف جندي من وحدة الطوارئ العسكرية للتعامل مع الكوارث، فيما اضطر آلاف الأشخاص إلى قضاء ليلتهم خارج منازلهم.
وفي البرتغال، دقت أجراس الكنائس في قرية ترانكوسو لتحذير السكان من حريق هائل، حيث يشارك أكثر من 700 عنصر إطفاء في محاولة احتوائه، مدعومين بوسائل جوية ومساعدة من السكان المحليين الذين حاولوا حماية منازلهم.
تحذيرات حمراء في إيطاليا وفرنسا والبلقان
لم تقتصر الأزمة على شبه الجزيرة الأيبيرية، فقد صدرت تحذيرات حمراء من موجة الحر في عدة دول:
“قبة حرارية” وتغير المناخ
يفسر العلماء هذه الظاهرة بوجود “قبة حرارية” مستقرة فوق أوروبا. وقال خبير الأرصاد أكشاي ديوراس: “بسبب التغير المناخي، نعيش الآن في عالم أكثر دفئاً بشكل ملحوظ، وهذا الواقع يزيد من تكرار موجات الحر وشدّتها”.
وأضاف أن الجفاف الذي يضرب أكثر من نصف أوروبا، خاصة حوض البحر المتوسط، منذ أشهر، يوفر ظروفاً مثالية لاندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة.
قلق من نقص المياه في بريطانيا
في سياق متصل، أعربت وكالة البيئة البريطانية عن قلقها من نقص المياه في إنكلترا، الذي أصبح يُصنف “مسألة ذات أهمية وطنية”، حيث يُعد النصف الأول من العام الجاري هو الأكثر جفافاً منذ عام 1976، مما يشير إلى أن أزمة الجفاف والحرارة تهدد القارة الأوروبية بأكملها.



