
“قسد” تسعى لنقل معركتها إلى أوروبا ..
هل تنجح في فرض الفيدرالية مستغلة توترات الساحل والسويداء؟
في خطوة تصعيدية سياسية جديدة، كشفت مصادر مطلعة عن حراك مكثف من جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لعقد سلسلة من المؤتمرات واللقاءات في عواصم أوروبية، بهدف حشد الدعم لمشروع “الدولة اللامركزية الديمقراطية” الذي تبناه مؤتمر “وحدة موقف المكونات” الأخير في الحسكة.
ووفقاً للمعلومات، أوعزت قيادة “قسد” لمكاتبها السياسية في أوروبا بالبدء في التحضير لهذه اللقاءات، التي من المقرر أن تشارك فيها شخصيات سياسية وبرلمانية أوروبية، في محاولة واضحة لاستغلال الضغوط الغربية المتزايدة على حكومة دمشق، خاصة بعد الأحداث الأمنية الأخيرة في الساحل السوري والسويداء.
استغلال الظروف وتصعيد المطالب
يرى المحلل السياسي درويش خليفة أن “قسد” تحاول توظيف حالة الانسداد السياسي بين دمشق وبعض المكونات، مثل الدروز والعلويين، لصالح مشروعها. ويقول لصحف : “تتواصل قسد مع أطراف في جنوب وغرب سوريا لصياغة مبادئ دستورية، بالتوازي مع التحضير لاجتماع في أوروبا لفرض مسار اللامركزية”.
والأخطر من ذلك، بحسب خليفة، هو أن الطرح لم يعد يقتصر على “اللامركزية الإدارية”، بل تطور للحديث عن “إقليم فيدرالي” على غرار النموذج العراقي، وهو ما يهدف إلى إضعاف سلطة المركز بشكل كبير ومنح الأطراف هامشاً أوسع. وتعتقد “قسد” أن الفتور العربي والضغوط الغربية على دمشق قد يوفران بيئة مناسبة لفرض هذا الأمر الواقع، رغم أن الموقف التركي المتشدد يبقى العقبة الأكبر أمامها.
مناورة للتهرب من الالتزامات؟
في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي علي تمي أن هذا التحرك يأتي نتيجة “فشل” مؤتمر الحسكة الأخير، الذي قاطعته عشائر عربية وقوى كردية وازنة، مما شكل ضربة سياسية لـ”قسد”.
ويقول تمي لـ”المدن”: “من الواضح أن قسد تسابق الزمن وتحاول خلق المبررات لإلغاء اتفاق 10 آذار/مارس، والتهرب من بنوده التي تحتم عليها الاندماج بمؤسسات الدولة السورية”. ويعتقد تمي أن “قسد” ستركز على تحريك ورقة الأقليات والقضايا الأمنية للضغط على الحكومة، لكنه يستبعد نجاحها في عقد مؤتمرات مؤثرة في الخارج بعد ضعف موقفها في الداخل.
وبين محاولة فرض واقع جديد، والاتهامات بمناورة للتهرب من الالتزامات، يبقى تحرك “قسد” الجديد مؤشراً على مرحلة جديدة من الصراع السياسي، الذي انتقل من ميادين القتال إلى أروقة الدبلوماسية الأوروبية.



