القضاء الهولندي يسجن قيادياً في “لواء القدس” 13 عاماً لارتكابه جرائم حرب في سوريا

لاهاي – هولندا 
في حكم قضائي بارز، قضت محكمة الاستئناف الهولندية بسجن المواطن السوري مصطفى الداهودي (37 عاماً) لمدة 13 عاماً، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال مشاركته في النزاع السوري.
ويعتبر الداهودي، الذي كان قيادياً في ميليشيا “لواء القدس” الموالية لنظام الأسد المخلوع، أول سوري يُحاكم في هولندا بتهمة ارتكاب جرائم لصالح النظام السابق.
أدانت المحكمة الداهودي بالمشاركة في منظمة إجرامية بين عامي 2012 و2017، والمساهمة في “قمع المدنيين السوريين”.
وتركزت أبرز التهم حول حادثة وقعت عام 2013، حيث شارك الداهودي في اعتقال رجل يدعى “يوسف” بالقوة من منزله في مخيم للاجئين الفلسطينيين بحلب، وتسليمه إلى جهاز المخابرات الجوية، الذي يوصف بأنه الأكثر وحشية في سوريا.
ووفقاً لحكم المحكمة، تم احتجاز يوسف في ظروف مروعة فيما سُمي “مركز الموت”، حيث تعرض للضرب المبرح على قدميه، والصعق بالكهرباء، والتهديد بالإعدام. ونتيجة للتعذيب، دخل يوسف في غيبوبة لمدة أسبوع بعد إطلاق سراحه، وبُتر إصبعان من قدميه.
محاكمة وتعويض
كان الداهودي قد وصل إلى هولندا وحصل على تصريح إقامة مؤقت عام 2020، قبل أن يتم القبض عليه عام 2021 بناءً على شكوى مدعومة بأدلة وشهادات من ضحايا مباشرين.
وإلى جانب حكم السجن لمدة 13 عاماً، ألزمت المحكمة الداهودي بدفع تعويض للضحية “يوسف” قدره 40 ألف يورو.
وأشارت المحكمة إلى أن الحكم الأصلي كان يمكن أن يصل إلى 14 عاماً، لكن تم تخفيضه بسبب طول مدة المحاكمة.
ويعكس هذا الحكم التزام القضاء الأوروبي بملاحقة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، وعدم توفير ملاذ آمن لهم، حتى لو كانوا قد وصلوا إلى أوروبا كطالبي لجوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى