
حدائق الموت في حمص : العثور على رفات 4 شهداء في جورة الشياح
حمص – خاص
في مشهد مؤلم يعيد فتح جراح الماضي، عُثر يوم الأحد على رفات أربعة من شهداء حصار حمص القديمة، كانت قد دُفنت في حديقة منزل بحي جورة الشياح، أحد أكثر أحياء المدينة دماراً. هذا الاكتشاف ليس مجرد خبر، بل هو شاهد مادي جديد على قصة الصمود والمأساة التي عاشتها “عاصمة الثورة” تحت حصار خانق استمر لسنوات.
والشهداء الأربعة الذين تم التعرف على رفاتهم هم: محمد قندقجي، خالد مهرات، رغيد الطحلة، وعبد الباري الدقاق.
وقد قضوا جميعاً خلال فترة الحصار التي فرضتها قوات النظام البائد على أحياء حمص القديمة بين عامي 2011 و2014، والتي حولت أجزاء واسعة من المدينة إلى سجن كبير.
مقابر في حدائق المنازل
يعيد هذا الاكتشاف تسليط الضوء على الظروف المأساوية التي عاشها المحاصرون. فمع اشتداد القصف وخطر القناصة وصعوبة الوصول إلى المقابر الرسمية، اضطر الأهالي إلى دفن شهدائهم في أي مساحة متاحة. تحولت الحدائق العامة، وحتى الأفنية الصغيرة داخل المنازل العربية القديمة، إلى مقابر مؤقتة، في محاولة يائسة لتكريم الموتى في زمن الحرب.
ويأتي هذا ضمن سياق أوسع، حيث بدأت جهود منظمة بعد تحرير المدينة لنقل رفات الشهداء من هذه المقابر المؤقتة إلى “مقبرة الشهداء” الرسمية قرب مسجد خالد بن الوليد، في خطوة تهدف إلى منحهم دفناً لائقاً يليق بتضحياتهم.
شاهد على جريمة حرب
يُعد حصار حمص، الذي استمر في بعض المناطق لأكثر من 600 يوم، أحد أقسى فصول الحرب في سوريا. وقد عانى المدنيون من نقص حاد في الغذاء والدواء، بينما تعرضت أحياء مثل الخالدية والقصور وجورة الشياح لقصف ممنهج.
ولا يمثل العثور على هذه الرفات مجرد توثيق للتضحيات، بل هو دليل مادي إضافي في ملف جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا، ويعزز المطالبات بالعدالة وكشف مصير آلاف المفقودين الذين لا يزال أهلهم ينتظرون معرفة مصيرهم. كل رفاة تُكتشف هي قصة جديدة تروي فصلاً من فصول الحصار، وتؤكد أن ذاكرة المدينة لن تموت.


