
نهر العاصي يختنق.. أسوأ جفاف منذ نصف قرن يهدد الحياة في سهل الغاب بسوريا
في مشهد ينذر بكارثة بيئية ومعيشية غير مسبوقة، يشهد نهر العاصي في منطقة سهل الغاب شمال غرب سوريا أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 50 عاماً.
فقد تحول شريان الحياة الذي كان يروي الأراضي ويعيل آلاف الأسر إلى مجرد برك راكدة وأرض متشققة، مما يهدد بنفوق جماعي للأسماك وانهيار الزراعة.
تتجسد المأساة في شهادات الصيادين والمزارعين الذين يعتمدون على النهر كمصدر رزق أساسي. يقول الصياد “باسم حبابة” من بلدة التمانعة، إن منسوب المياه انخفض بشكل خطير، مما أدى إلى نفوق أعداد هائلة من الأسماك المحلية مثل الكرب والسلور بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة.
ويضيف زميله “ماجد عبدو” من جسر بيت الراس بحسرة: “كنا نبيع السمك لنعيش، أما اليوم
الأزمة لم تقتصر على الصيد، بل امتدت لتضرب المزارع السمكية التي انخفض إنتاجها من 40% إلى أقل من 10%، والمحاصيل الزراعية التي تضررت بشدة، مما أجبر المزارعين على تقليص المساحات المزروعة أو ترك أراضيهم بوراً.
يعزو الخبراء هذا الجفاف الحاد إلى التغير المناخي وشح الأمطار، حيث لم تتجاوز معدلات الهطول في بعض المناطق 200 ملم، مقارنة بـ 600 ملم في الأعوام الطبيعية. وقد أدى ذلك إلى خروج نحو مليوني هكتار من الأراضي البعلية عن الخدمة في منطقة الجزيرة السورية، التي تعتبر السلة الغذائية الأهم في البلاد.
ووصل تدهور الإنتاج إلى مستويات قياسية، حيث لم يتجاوز إنتاج الأراضي المروية من القمح 30 كيلوغراماً للدونم الواحد في بعض المناطق، وهو أدنى مستوى منذ سنوات، مما يفاقم أزمة الأمن الغذائي في البلاد.
وسط هذه الكارثة، دعا الصياد “عبد المعين المصري” إلى اتخاذ إجراءات طارئة، قائلاً: “الجفاف ليس مجرد نقص ماء.. هو موت لنمط حياة كامل”.
وطالب السلطات بتنفيذ مشاريع طوارئ لضخ المياه من السدود القريبة إلى مجرى النهر لإنقاذ ما تبقى من الثروة السمكية، وإطلاق حملات توعية للحد من التلوث والصيد الجائر.
,
,
عن شبكة شام


