“لو باريزيان” تكشف : لماذا وجد قادة حماس ملجأً في قطر؟
باريس ، الدوحة – مصدر : في أعقاب الغارات الإسرائيلية الصادمة التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، والتي سعت من خلالها إسرائيل إلى تصفية قادة من حركة حماس، نشرت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية تقريرًا تحليليًا معمقًا يشرح الأسباب التي جعلت من قطر ملاذًا لقيادة الحركة الإسلامية، والدور المعقد الذي يلعبه هذا البلد الخليجي الصغير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
تفاصيل الهجوم
بحسب التقرير، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية فيلا في حي “كتارا” الراقي بالدوحة، بهدف القضاء على كبار قادة حماس المقيمين في الإمارة، وذلك في نفس اليوم الذي كان من المقرر أن يدرسوا فيه أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار. وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص، لكن التقرير يؤكد أنه لم يكن أي من قادة حماس البارزين أو المفاوضين من بين الضحايا.
لماذا قطر؟.. دور أمريكي وتنسيق وثيق
يشير تقرير “لو باريزيان” إلى أن وجود قادة حماس في الدوحة يعود إلى أكثر من عقد من الزمان، وأن الأمر لا يقتصر فقط على علاقات قطر الجيدة مع جماعة الإخوان المسلمين، بل هو نتيجة مباشرة لتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة.
وينقل التقرير عن كريم إميل بيطار، الأستاذ في معهد العلوم السياسية بباريس، قوله: “إن الولايات المتحدة هي التي طلبت من قطر أن تلعب دور الوسيط، من جهة مع طالبان لضمان الانسحاب من أفغانستان، ومن جهة أخرى مع حماس للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة”.
قطر.. الوسيط الذي لا غنى عنه
يوضح التحليل أن قطر، بفضل علاقاتها المزدوجة، تمكنت من لعب دور الوسيط الذي لا غنى عنه في العديد من الأزمات. فهي من جهة حليف استراتيجي للولايات المتحدة وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة (قاعدة العديد)، ومن جهة أخرى، حافظت على علاقات مع حركات تعتبرها واشنطن “إرهابية”.
هذا الموقف الفريد سمح لقطر بأن تكون القناة الرئيسية للتفاوض، خاصة في ملفات حساسة مثل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو دور شجعته ودعمته الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
مخاطر الوساطة
يختتم تقرير “لو باريزيان” بالإشارة إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تضع قطر في موقف حرج للغاية. فبينما تدين الدوحة الهجوم وتعتبره انتهاكًا لسيادتها، فإنها تجد نفسها في مرمى النيران بسبب استضافتها لقادة حماس.
ويبرز الهجوم المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها دبلوماسية الوساطة، ويطرح تساؤلات حول مستقبل هذا الدور، وما إذا كانت قطر ستستمر في لعب دور “صندوق البريد” بين واشنطن وأعدائها، أم أن هذا الهجوم سيجبرها على إعادة تقييم سياستها الخارجية المعقدة.



