العثور على مقبرة جماعية فوق أسطح الأبنية في دمشق.. والهيئة الوطنية للمفقودين تفتح تحقيقاً

في اكتشاف مروع يعيد إلى الأذهان فظائع الحرب، عُثر على رفات عظمية بشرية فوق أسطح عدد من المباني السكنية في حي التضامن الدمشقي، مما يشير إلى وجود مقبرة جماعية خلفها النظام البائد.
واستجابت الهيئة الوطنية للمفقودين، وهي الجهة الرسمية المكلفة بكشف مصير المفقودين، لبلاغ من مخفر المنطقة، وأرسلت على الفور فريقاً ميدانياً متخصصاً للتعامل مع الموقع.
وذكرت الهيئة في تصريح لوكالة الأنباء “سانا”، أن فريقها عمل بالتنسيق مع فرق الدفاع المدني، وبحضور ممثلين عن النيابة العامة، والأمن الجنائي، ومركز الاستعراف في وزارة الصحة. وقد تم التعامل مع الرفات العظمية وحفظها وفق الإجراءات القانونية والفنية المعتمدة، تمهيداً لإجراء التحاليل اللازمة لتحديد هويات أصحابها.
وأشارت الهيئة إلى أن “المعطيات الأولية توحي بأنها بقايا مقبرة جماعية”، مما يفتح الباب أمام الكشف عن مصير العشرات من المفقودين والمختفين قسراً في تلك المنطقة التي شهدت عمليات عسكرية واسعة خلال سنوات الحرب.
خطوة في مسار طويل لكشف الحقيقة
يأتي هذا التحرك في إطار المهام الموكلة للهيئة الوطنية للمفقودين، التي تم تشكيلها بموجب مرسوم رئاسي صدر عن الرئيس أحمد الشرع في وقت سابق من هذا العام (2025). وتهدف الهيئة إلى بناء قاعدة بيانات وطنية شاملة للمفقودين، وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم، والأهم من ذلك، كشف الحقيقة حول مصير آلاف السوريين الذين غيبتهم الحرب.
ويعتبر هذا الاكتشاف في حي التضامن خطوة عملية أولى ومؤلمة في مسار طويل وشائك تسعى من خلاله سوريا لمواجهة إرث الماضي، وتحقيق العدالة لعائلات الضحايا التي لا تزال تنتظر إجابات حول مصير أحبائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى