زوجان في الثمانين من عمرهما يسقطان في فخ تجارة المخدرات بفرنسا

باريس : في قضية صادمة تسلط الضوء على عمق الأزمة المعيشية التي قد تدفع كبار السن إلى حافة الهاوية، أُدين زوجان فرنسيان يبلغان من العمر 79 عاماً، بالسجن لمدة 18 شهراً مع وقف التنفيذ، بعد أن تحول منزلهما الهادئ في ضاحية كورباي-إيسون إلى مخزن للمخدرات لصالح تجار الحي.
القصة، التي روتها صحيفة “لو باريزيان”، تكشف كيف تورط أندريه وميراي (أسماء مستعارة)، وهما على أعتاب الثمانين من العمر، في عالم الجريمة المنظمة “لتحسين دخلهما الشهري” الهزيل.
كيف بدأت القصة؟
بدأ كل شيء عندما عرض أحد الشبان المعروفين في الحي على أندريه “خدمة بسيطة” مقابل المال. قال له: “هل يمكنك الاحتفاظ بحقيبة لي؟ سأعطيك 100 يورو”. في البداية، رفض أندريه، لكن مع إصرار الشاب ووعوده بمبالغ أكبر، وافق الزوجان اللذان يعيشان على معاش تقاعدي ضئيل لا يكفي لتغطية نفقاتهما.
وسرعان ما تحولت “الحقيبة الواحدة” إلى عملية منتظمة. كان الشبان يتركون حقائب مليئة بالمخدرات (حشيش وكوكايين) في منزل الزوجين، ويعودون لأخذها لاحقاً، تاركين لهما مبالغ مالية تتراوح بين 100 و 400 يورو في كل مرة. أصبح الزوجان يُعرفان في عالم الجريمة بـ “المربين” (nourrices)، وهو مصطلح يطلق على الأشخاص الذين يخزنون المخدرات في منازلهم مقابل المال.
السقوط والندم
لم يدم هذا الوضع طويلاً. ففي مارس الماضي، داهمت الشرطة منزل الزوجين بعد مراقبة دقيقة، وعثرت على حقيبة تحتوي على كميات من المخدرات. تم إلقاء القبض عليهما ووضعهما رهن الاحتجاز، وهي تجربة وصفها أندريه بأنها “صادمة”.
وفي حديثهما للصحيفة، عبر الزوجان عن ندمهما العميق. قال أندريه: “لم نكن ندرك خطورة ما نفعله. كنا بحاجة للمال لتغطية فواتيرنا وشراء الطعام. لم نؤذ أحداً”. وأضافت ميراي: “كنا نعيش في خوف دائم. كنت أخشى أن يقتحم أحدهم المنزل لسرقة المخدرات”.
قضية تثير جدلاً اجتماعياً
أثارت قضية أندريه وميراي جدلاً واسعاً في فرنسا حول “فقر كبار السن”. فكيف يمكن لمجتمع أن يسمح بوصول مواطنيه المسنين إلى مرحلة من اليأس تجعلهم يقبلون بأن يصبحوا أدوات في أيدي تجار المخدرات من أجل “تحسين دخلهم”؟
ورغم غيابهما عن جلسة النطق بالحكم الأسبوع الماضي، صدر الحكم بسجنهما 18 شهراً مع وقف التنفيذ، وهو حكم رمزي يعكس تفهم القضاء لظروفهما، لكنه يدق في الوقت نفسه ناقوس الخطر حول أزمة اجتماعية صامتة يعاني منها الكثيرون من كبار السن في فرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى