لاريجاني في بيروت: رسالة إيرانية تهدد السيادة … حسن محمودي

كاتب وباحث إيراني

تأتي زيارة علي لاريجاني، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني، إلى بيروت يوم غد السبت 27 سبتمبر 2025، في سياق حساس، حيث تتجاوز أبعادها الدبلوماسية التقليدية لتصبح رسالة استراتيجية من طهران تؤكد تمسكها بحزب الله كحليف أساسي يرتبط ارتباطًا عضويًا بمشروعها النووي. وسط مفاوضات النووي المعلقة وتهديدات إعادة العقوبات، تبرز الزيارة كمؤشر على تصلب إيراني، مما يفرض على لبنان والمجتمع الدولي التفاعل بحزم لمنع تحويله إلى ساحة نفوذ ميليشياوي.

توقيت الزيارة: رسالة في ظل التوتر

يأتي زيارة لاريجاني وسط أجواء حاسمة حول المفاوضات النووية، مما يعكس موقفًا إيرانيًا متشددًا. طهران ترى في حزب الله أداة دفاعية وتفاوضية، وتستخدمه لربط أي تسوية نووية بملفات إقليمية، مغلقة الباب أمام أي تنازل. هذا التوقيت يعزز الشكوك حول جدية إيران في الحوار، معززًا مخاوف اللبنانيين من تعميق الصراع الداخلي.

لاريجاني: صوت الولي الفقيه

كمبعوث خاص لعلي خامنئي، يحمل لاريجاني رسالة واضحة: سلاح حزب الله خط أحمر غير قابل للنقاش. ارتباط الحزب استراتيجيًا بالبرنامج النووي يجعله رافعة نفوذ لإيران، حيث يُستخدم لمواجهة الضغوط الدولية، مما يضع لبنان في موقف صعب يهدد سيادته.

دعم مستمر للحزب

تعزز الزيارة دعم طهران المالي والعسكري لحزب الله، معتبرة إياه القوة المحورية في المنطقة. هذا الدعم يعزز مكانة الحزب كأداة تفاوض، لكن يفاقم الانقسامات الداخلية في لبنان، حيث يراه البعض “مقاومة” ويعتبره آخرون تهديدًا للوحدة الوطنية.

ابتزاز استراتيجي للغرب

توجه لاريجاني رسائل غير مباشرة لواشنطن وبروكسل، مشيرًا إلى أن أي اتفاق نووي يجب أن يتضمن قبول واقع حزب الله. هذا النهج يُعد ابتزازًا، يربط النووي بالتوترات الإقليمية، مما يعقد الحلول الدبلوماسية.

انعكاسات على لبنان

تعمّق الزيارة الانقسامات الداخلية، حيث يرى مؤيدو الحزب دعمًا، بينما يعتبر خصومه تدخلاً إيرانيًا يهدد الاستقرار. لبنان، المثقل بالأزمة الاقتصادية، يواجه خطر تحوله إلى ساحة صراع إقليمي.

تحديات المستقبل

تربط إيران مشروعها النووي بشبكة ميليشياتها، مما يجعل حل الملف النووي مرهونًا بإيجاد حلول إقليمية. حزب الله أصبح أداة تفاوضية، لكن مستقبل لبنان يتطلب قرارات مستقلة بعيدًا عن طهران.

الخطوات المطلوبة

يجب على القوى الوطنية اللبنانية بناء جبهة موحدة لنزع سلاح الميليشيات، بينما يتعين على المجتمع الدولي الضغط لدعم سيادة لبنان. رفض الابتزاز الإيراني يتطلب تحريك الرأي العام العربي والدولي لفضح النفوذ الميليشياوي.

زيارة لاريجاني ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل تحدٍ لسيادة لبنان والاستقرار الإقليمي. التصدي لها يتطلب وعيًا لبنانيًا ودوليًا لإنقاذ الدولة من قبضة التبعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى