تحقيق رويترز: نظام الأسد نفذ عملية سرية لنقل رفات آلاف الضحايا من مقبرة جماعية إلى موقع صحراوي مجهول

كشف تحقيق استقصائي أجرته وكالة رويترز، استنادًا إلى شهادات أكثر من 30 شخصًا من بينهم ضباط سوريون ومسؤولون ومصادر مطلعة، عن عملية سرية واسعة النطاق أمر بها نظام بشار الأسد لنقل رفات آلاف الضحايا من مقبرة جماعية معروفة بالقرب من دمشق إلى موقع سري جديد في الصحراء.
الهدف من هذه العملية، التي أُطلق عليها اسم “عملية نقل الأتربة”، كان إخفاء الأدلة على عمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها أجهزة الدولة على مدى سنوات.
تفاصيل “عملية نقل الأتربة”
  • الفكرة والتوقيت: بدأت فكرة نقل الجثث في أواخر عام 2018، مع اقتراب نظام الأسد من حسم الصراع عسكريًا. صدر الأمر بـ “تطهير” مقبرة القطيفة الجماعية، التي كانت قد امتلأت بالكامل وأصبحت معروفة لدى السكان المحليين والمنظمات الدولية.
  • التنفيذ: استمرت العملية لمدة عامين تقريبًا، من أوائل عام 2021 إلى ربيع عام 2023. كانت تتم ليلاً تحت حراسة مشددة من قبل المخابرات العسكرية، حيث قامت شاحنات تبريد بنقل الرفات البشرية من مقبرة القطيفة إلى الموقع الجديد.
  • المقبرة الأصلية (القطيفة): كانت هذه المقبرة، الواقعة شمال دمشق، الموقع الرئيسي لدفن ضحايا سجن صيدنايا والمستشفيات العسكرية. كانت تضم آلاف الجثث التي دُفنت في خنادق جماعية.
  • الموقع السري الجديد (الضمير): كشف التحقيق أن الموقع الجديد يقع في منطقة صحراوية نائية بالقرب من مدينة الضمير، شرق دمشق. الموقع عبارة عن مجمع شديد الحراسة، ويضم ما لا يقل عن 34 خندقًا جماعيًا جديدًا يمتد على طول كيلومترين. تشير روايات الشهود إلى أن هذا الموقع قد يحتوي الآن على رفات عشرات الآلاف من الضحايا.
لماذا تم نقل الجثث؟
بحسب مصادر رويترز، كان الدافع الرئيسي هو إخفاء الأدلة وتدميرها. مع تزايد جهود المحاسبة الدولية والتحقيقات في جرائم الحرب، سعى النظام إلى محو الآثار المادية لأكبر جرائمه، مما يجعل من المستحيل تقريبًا على عائلات الضحايا التعرف على رفات أحبائهم أو معرفة مصيرهم.
وصف أحد المصادر العملية بأنها “محاولة لمحو جريمة بحجم دولة”.
شهادات مروعة
نقل التقرير شهادات مؤلمة من عمال شاركوا في العملية، حيث وصفوا كيفية نبش الخنادق القديمة واستخراج الرفات البشرية المتحللة، بما في ذلك عظام وجماجم، ووضعها في أكياس بيضاء كبيرة لنقلها. كما تحدث التقرير عن الأثر النفسي المدمر على المشاركين في هذه العملية.
يُعد هذا التحقيق دليلاً إضافيًا على الطبيعة المنهجية والمنظمة للجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري، ويسلط الضوء على الجهود المستمرة التي يبذلها لإخفاء الحقيقة وتجنب العدالة.
.
.
مصدر – مرهف مينو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى