
قضية نغم عيسى بين الحقيقة والفبركة : جريدة “مصدر” تكشف تفاصيل جديدة وتصريحات متناقضة
بين رواية الاختطاف والقتل وظهور معلومات جديدة تنفيها
خاص – مصدر – حمص
عادت قضية الشابة السورية نغم عيسى، المنحدرة من قرية خربة الحمام بريف حمص، إلى الواجهة مجدداً بعد مرور حوالي سبعة أشهر على انتشارها، حيث ظهرت معلومات جديدة ومتضاربة تضع الرواية الأصلية موضع شك كبير.
اختطاف وقتل
في البداية، أثارت القضية ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية.
تم تداول أنباء عن اختطاف نغم عيسى، وهي حامل في شهرها الثاني، من عيادة طبية في حي عكرمة بمدينة حمص. بعد فترة وجيزة، انتشرت صور لها وهي مقيدة ومعصوبة العينين، تلتها صور أخرى لجثمانها والدماء تغطي رأسها، مما أوحى بمقتلها.
بحسب ما تم تداوله حينها، طالب الخاطفون بفدية مالية ضخمة وصلت إلى 500 مليون ليرة سورية (أو 40 ألف دولار أمريكي حسب مصادر أخرى). وقد أكدت منصة “تأكد” المتخصصة في التحقق من الأخبار، خبر اختطافها ومقتلها بناءً على تواصل مع أهلها في ذلك الوقت.
رافقت الحادثة موجة من الشائعات، منها اتهام جهات أمنية بالوقوف وراء الجريمة، وهو ما نفته عائلة الضحية آنذاك، مؤكدة أنها كانت ضحية اختطاف بهدف الحصول على فدية.
…………………………..
…………………………..
فبركة وهروب
مؤخراً، ظهرت رواية مناقضة تماماً، حيث نشر ناصر النقري، وهو شخصية سورية مثيرة للجدل، تسجيلاً مصوراً أكد فيه أن “كل ما رُوي عن نغم عيسى كان محض كذب، فهي الآن تعيش في لبنان بكامل صحتها، والقصة كلها عبارة عن فبركة متعمّدة”. واتهم النقري أطرافاً مختلفة بتضخيم القصة لأغراض سياسية وإعلامية.
هذه الرواية الجديدة تدعمها شهادات أخرى، منها ما ذكره زوجها الذي أشار إلى أن جهات دفعت لها لتمثيل هذه المسرحية. كما ظهرت معلومات تفيد بأن نغم لم تُخطف بل هربت مع عشيقها، وأن أهلها الذين أقاموا لها عزاءً كانوا على علم بوجودها في لبنان.
حتى هذه اللحظة، يلف الغموض الحقيقة الكاملة وراء قضية نغم عيسى. وفيما يلي أبرز النقاط الحالية:
غياب التأكيد الرسمي: لم يصدر أي بيان رسمي من الجهات الأمنية السورية أو اللبنانية يؤكد أو ينفي أياً من الروايتين.
صمت العائلة: لم تقم عائلة نغم عيسى بتقديم أي توضيح رسمي يثبت صحة إحدى الروايتين، مما يزيد من تعقيد الموقف.
ضعف المصادر: غالبية المعلومات المتداولة، سواء في الرواية الأولى أو الثانية، تعتمد على شهادات غير مثبتة وحسابات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتفتقر إلى الأدلة الموثوقة.
تؤكد جريدة “مصدر” أنها أجرت تحقيقاً استناداً إلى المواد الرقمية المتاحة، وتدعو إلى التزام الدقة وعدم استغلال القضايا الإنسانية في الصراعات الإعلامية.
……………………………………..



