العائدون إلى حمص يصطدمون بأزمة عدادات الكهرباء المفقودة وارتفاع التكاليف

تزاحم وحالات اغماء بين المراجعين في حمص

يواجه العائدون إلى أحياء مدينة حمص المدمّرة بعد سنوات من التهجير معاناة جديدة، تمثّلت في فقدان عدّادات الكهرباء من منازلهم، ما وضعهم أمام أعباء مالية وإجرائية غير متوقّعة، وفق ما أفاد عدد من السكان لمراسل مصدر .

وقال الأهالي إنهم فوجئوا، فور عودتهم، باختفاء العدّادات بشكل كامل بعد أن جرى نهبها خلال سنوات الحرب، مشيرين إلى أنّ شركة الكهرباء تطالبهم حالياً بدفع تكلفة عدّادات جديدة بأسعار مرتفعة إضافة إلى رسوم إعادة الاشتراك.

وأوضح السكان أن الإجراءات البيروقراطية المعقّدة تؤخر عملية تركيب العدّادات لأشهر، ما يضطر بعض الأسر إلى الاعتماد على وصلات كهربائية بدائية غير آمنة أو العيش دون كهرباء.

وشكا عدد منهم من فواتير مرتفعة تصلهم رغم أن منازلهم غير مأهولة، مؤكدين أن تقدير الاستهلاك يتم “بشكل عشوائي” أو على أساس متأخرات قديمة لا علاقة لهم بها ولايملكون المال لتسديدها.

وفي حادثة لافتة، أغمي على أحد المراجعين داخل مقر الشركة نتيجة الازدحام والتوتر، حيث تم إسعافه خارج المبنى بعد إصابته بنوبة ربو، بحسب شهود .

صرح محمد رحّال -من حي عشيرة- عبر الهاتف لنا  :“رجعنا على الحي وما لقينا عدّادات كهرباء، ولما راجعنا مؤسسة الكهرباء قالوا ما في عدّادات متوفّرة، فاضطرّينا نعلّق على الشبكة مباشرة، وهاد الشي خطر كبير على البيوت. قبل شهر صار حريق بأحد المنازل بسبب التمديدات العشوائية. ومع هيك بيجوا يطالبونا بغرامات بسبب التعليق!”

وتابع :“وفّروا العدّادات أولاً، واصلحوا الشبكة ووزّعوا الأحمال بطريقة نظامية، ونحن جاهزين ندفع. نحنا جايين من الشمال السوري وكنا ندفع أكتر من عشرين دولار بالشهر مقابل خدمة نظامية وآمنة.”

محمود نكدلي -من جب الجندلي- أضاف:“المؤسسة عم تطلب فواتير قديمة لتجديد الاشتراك، بس نحنا لما تهجّرنا ضاعت أوراقنا كلها، فكيف بدنا نلاقي فواتير كهرباء من أكتر من عشر سنين؟ مو معقول مؤسسة كبيرة ما يكون عندها سجل إلكتروني للمشتركين!”

أما رائد إبراهيم :“بيوتنا مهدّمة ولسا عم نحاول نرممها، ومع هيك بيطلبوا منّا ندفع ثمن العدّادات الجديدة! ليش لازم ندفع ثمن عدّادات انسرقت أو تعفّشت من شبيحة النظام البائد؟ أنا دفعت فواتير وغرامات من 2012 لحد 2025 وأنا مهجّر! نتمنى من الجهات المعنية تراعي وضع المهجرين وتصدر قوانين جديدة تنصف الناس.”

وطالب الأهالي الحكومة ووزارة الكهرباء بوضع آلية خاصة لدعم العائدين، معتبرين أن تركيب العدّادات يجب أن يكون جزءاً من عملية إعادة الإعمار، لا عبئاً إضافياً على المتضررين من الحرب.

.

.

علي فجر المحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى